مختصون يكشفون معلومات مهمة عن اضطراب ما بعد الصدمة

27 يونيو 2024 - 9:22 ص

كشف مختصون أن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يعد حالة نفسية تصيب الأشخاص بعد التعرض لأحداث مؤلمة أو صادمة، وأن هذا الاضطراب من الحالات الشائعة التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد من الناحية النفسية، البيولوجية، والاجتماعية. وأوضحوا في حديثهم بمناسبة اليوم العالمي للتوعية باضطراب ما بعد الصدمة الموافق ليوم 27 يونيو، أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على حياة الأفراد اليومية، وقدرتهم على التركيز وأداء المهام الموكلة إليهم، مما يسبب لهم مشاكل اجتماعية ومهنية.


أحداث مؤلمة على الصحة النفسية

قالت المعالجة النفسية والأسرية والأستاذ المشارك في علم النفس العلاجي د. أريج سالم المحضار: “يعد اضطراب ما بعد الصدمة من الأمراض النفسية الشائعة التي تحدث بعد التعرض لأحداث مؤلمة”.

وأضافت: يعاني الفرد من عدم القدرة على دمج استجاباته العاطفية مع التجربة التي مر بها بسبب التأثير العميق للحدث الصادم، مما يؤدي إلى استمرار المعاناة على المستويات النفسية والبيولوجية والاجتماعية.

مواقف الضاغطة

وأضافت المحضار: “تشمل الأمثلة على هذه المواقف الضاغطة التعرض للاعتداء الجسدي أو الجنسي، العنف الأسري في مرحلة الطفولة، الضغوط الشديدة في العمل، الحوادث الكبيرة في السير، الحرائق، المشاكل الصحية الخطيرة، فقدان طفل، وفاة قريب عزيز، التعذيب، الحروب، أو مشاهدة الآخرين وهم يتعرضون لذلك.
وذكرت: عادةً ما تبدأ الأعراض في الظهور خلال شهر من الحدث الصادم، ولكن قد تظهر في بعض الأحيان بعد مرور فترات طويلة تصل إلى سنوات”.

“تعرف على: دواء الأسبيرين ماذا يقول الخبراء عن أحدث الإرشادات لتناوله


أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

وأشارت المحضار إلى أنه قد تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى واحد من كل ثلاثة أشخاص يتعرضون لحدث جلل، وتشمل هذه الأعراض الحزن، الخوف، الغضب، الأفكار المزعجة، المشاعر الشديدة، الإحساس بالغربة، الانفصال عن الآخرين، الحساسية الزائدة، وصعوبات النوم بسبب الذكريات الحزينة أو الكوابيس المخيفة.
هذا بالإضافة إلى تأثير ذلك على حياتهم اليومية وقدرتهم على التركيز وأداء المهام الموكلة إليهم، مما يسبب لهم مشاكل اجتماعية ومهنية. لا نعلم تمامًا لماذا يصاب بعض الأفراد بهذه الحالة بينما لا يصاب بها آخرون تعرضوا لنفس المواقف الضاغطة.

“قد يهمك: نصف السكان في ست دول عربية يعانون من الخمول البدني


تشخيص دقيق وعلاج متخصص

من جهتها، قالت المختصة النفسية خلود العمودي: “اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية معقدة تتطلب فهمًا دقيقًا وعناية خاصة.
وقالت إنه يُعد استجابة طبيعية لحدث غير عادي يتجاوز قدرة الشخص على التأقلم، وتشمل الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب استرجاع الأحداث الصادمة، الكوابيس، تجنب المواقف المرتبطة بالصدمة، فرط الاستثارة، مشاعر العزلة، والاضطرابات المزاجية.كما يؤثر هذا الاضطراب بشكل عميق على حياة الأفراد، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات الشخصية، الأداء الوظيفي، والنوعية العامة للحياة”.

استراتيجيات التأقلم والدعم

وأضافت العمودي: “يتطلب التشخيص الدقيق تدخلاً من متخصص في الصحة النفسية، ويشمل العلاج مجموعة متنوعة من الخيارات مثل العلاج النفسي الفردي، الأدوية، والمجموعات الداعمة.
ويمكن أن تشمل استراتيجيات التأقلم تقنيات التنفس العميق، الانخراط في الأنشطة المريحة، والمشاركة في الدعم المجتمعي”.

“تعرف على: الكشف عن مخاطر صحية غير متوقعة من تناول الكركم

أهمية الدعم المجتمعي

وأوضحت العمودي: “من المهم أن يكون المجتمع داعمًا للأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من خلال خلق بيئة تفهم احتياجاتهم وتدعمهم. يمكن أن يكون الدعم المجتمعي والتوعية وسائل فعالة في تقليل تأثير اضطراب ما بعد الصدمة وتحسين جودة حياة المصابين به.
في النهاية، هو تحدٍ يمكن التغلب عليه من خلال الدعم المناسب والعلاج الفعال، والفهم العميق للاضطراب والتعاطف مع المصابين يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم”.