صورة حقيقية لطائر فلامنغو تفوز بجائزة للذكاء الاصطناعي – كيف؟
مع بدء تسلل الصور المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى مسابقات الفن والتصوير الفوتوغرافي في العامين الماضيين، ما أدى أحيانا إلى خداع لجان التحكيم وإثارة القلق والغضب بين الفنانين، قرر المصور مايلز أستراي أن الوقت قد حان لتغيير مجرى الأمور.
وفي فئة الذكاء الاصطناعي ضمن مسابقة التصوير الفوتوغرافي الملون لجوائز 1839، والتي حكّمها قادة الصناعة في دار “كريستيز”، ومطبعة “فايدون” والمركز الوطني للفنون والثقافات “جورج بومبيدو”، نفذ أستراي حيلة مبتكرة، إذ قام بإدخال صورة حقيقية لطائر النحام التقطها أثناء وجوده في أوروبا.
ومثل صور المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن تحمل علامات مميزة لتشريح غير طبيعي، مثل وجود عدد كبير من الأسنان أو الأصابع، بدا طائر الفلامنغو مقطوع الرأس وهو يثني رقبته ليحك بطنه بمنقاره.
ولدهشة أستراي، فازت الصورة بالمركز الثالث في هذه الفئة، وبفئة تصويت الجمهور أيضا.
وقال أستراي: “إن رؤيتها (الصورة) مدرجة ضمن القائمة المختصرة من قبل لجنة التحكيم كان بمثابة مفاجأة لأنه دائمًا ما يكون الأمر أشبه باليانصيب في مثل هذه المسابقة الكبيرة. وهناك الكثير من الصور الممتازة المتنافسة”.
وأضاف: “بعد إدراجها في القائمة المختصرة.. اعتقدت أنه قد يكون لدي فرصة حقيقية وبدأت الحملة من أجل تصويت الجمهور، ولكن لم يكن لدي أي فكرة على الإطلاق عن مدى اقترابي من الفوز حتى لحظة الإعلان عن الفائزين”.
وبعد الكشف عن الفائزين، أبلغ المصور الجهمة المنظمة التي تدير جوائز 1839، وتوجّه إلى منصات التواصل الاجتماعي ليكشف عن حيلته.
وكتب أستراي: “لقد قمت بإدخال هذه الصورة الحقيقية في فئة الذكاء الاصطناعي ضمن جوائز 1839 لإثبات أن المحتوى الذي يصنعه الإنسان لم يفقد أهميته، وأن الطبيعة الأم ومفسريها من البشر ما زالوا قادرين على التغلب على الآلة، وأن الإبداع والعاطفة هما أكثر من مجرد سلسلة من الأرقام”.
وأضاف: “كانت هناك مخاوف أخلاقية بالطبع، لذلك كنت آمل أن تجد لجنة التحكيم والجمهور أن هذه اللكمة للذكاء الاصطناعي وتبعاتها الأخلاقية، تفوق الآثار الأخلاقية لخداع المشاهد، وهو أمر مثير للسخرية بالطبع، لأن هذا هو بالتحديد ما يفعله الذكاء الاصطناعي”.
“قد يهمك: القنوات الناقلة لعرض كلاش آت ذا كاسل 2024”
“تعرف على: نجوم احتفلوا بتخرج أبنائهم هذا العام“
الاستبعاد
وتم استبعاد أستراي لاحقًا من المنافسة. أوضحت ليلي فيرمان، مديرة Creative Resource Collective، الجهة المنظمة التي تدير المسابقة، أن “كل فئة لها معايير مميزة يجب أن تستوفيها صور المشاركين فيها.. لا نريد منع الفنانين الآخرين من تحقيق الفوزعن فئة الذكاء الاصطناعي”.
وأشارت فيرمان إلى أنه “لا توجد مشاعر سلبية”، وأن فريقهم يخطط للعمل مع أستراي لإدارة نقاش حول حالة الصور المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، باستخدام مشاركته “كنقطة انطلاق”.
وأضافت: “نأمل أن يؤدي هذا إلى رفع مستوى الوعي (وإرسال رسالة أمل) إلى المصورين الآخرين الذين يشعرون بالقلق بشأن الذكاء الاصطناعي”.
ولم يعلق فريق Creative Resource Collective على كيفية تقييم وتحكيم فئات التصوير الفوتوغرافي بواسطة الذكاء الاصطناعي وغير الذكاء الاصطناعي وفحصها.
أما بالنسبة لصورة طائر النحام، فقد أكد أستراي أنها كانت لحظة بالصدفة، وليست لقطة سعى إليها. وأوضح: “لم أكن أبحث بنشاط عن صورة تناسب هذه الحيلة. بل كانت الفكرة تتجول في زاوية نائية من ذهني، على نحو لا شعوري أكثر منه شعوريًا، وعندما رأيت هذه الصورة، ظهرت الفكرة. إنها ببساطة اللقطة المثالية لهذا لأن المشهد غير واقعي للغاية والسبب طبيعي وبسيط، طائر النحام يحك بطنه”.
“قد يهمك: شروط حضور حفل عمرو دياب في بيروت اليوم“