شاب من مخيمات تندوف يفضح فساد البوليساريو ويناشد الملك محمد السادس لإنقاذه
في خطوة شجاعة، انضم الشاب الصحراوي “هماد محمد عينة” إلى قافلة المنتفضين على فساد قيادة جبهة البوليساريو من داخل مخيمات تندوف. هذا الشاب، الذي كان في وقت سابق إحدى الأدوات الطيّعة في يد البوليساريو لخدمة أجنداتها، قرر كسر الصمت، ورفع نداء استغاثة إلى جلالة الملك محمد السادس، مطالبًا بإنقاذه وعائلته من الظلم والقهر الذي يتعرض له داخل المخيمات.
وأوضح منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي من قلب مخيمات تندوف، المعروف ب”فورساتين”، أن هماد محمد عينة، المعروف بين سكان المخيمات، كان من بين الشباب الصحراويين الذين استغلتهم البوليساريو لتنفيذ مخططاتها داخل وخارج المخيمات. إلا أن الشاب المتمرد قرر مؤخرًا تسليط الضوء على الواقع المأساوي الذي تعيشه المخيمات، مطالبًا بتصحيح الأوضاع والحد من الفساد المستشري بين القيادات. ولم يتوقف عند ذلك، بل وجه انتقادات لاذعة للزعيم إبراهيم غالي وحاشيته، وفضح ملفات خطيرة ومواضيع حساسة بين سكان المخيمات.
تلك الجرأة، حسب المصدر ذاته، وضعت هماد في مرمى استهداف البوليساريو، التي لم تتردد في اتخاذ سلسلة من الإجراءات الانتقامية بحقه. فبعد قطع مصدر رزقه وسرقة ممتلكاته، لجأت الجبهة إلى فبركة ملفات قضائية لتجريده من حريته. وفي نهاية المطاف، وجد نفسه خلف القضبان، ولكنه ظل صامدًا في مواجهة القمع.
على الرغم من تعرضه للسجن ومحاولات التضييق عليه، لم تستطع البوليساريو إسكات هماد. فالشاب واصل فضح فساد القيادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدًا من كل المنابر المتاحة لرفع صوته. وبلغت جرأته حد تهديد القيادة بمخاطبة جلالة الملك محمد السادس مباشرةً من داخل المخيمات، في سابقة قد تهزّ أركان جبهة البوليساريو وتحرج النظام الجزائري، يضيف المنتدى.
وقد أشار هماد في رسائله إلى أن الجبهة تسعى لمنعه من مغادرة المخيمات خوفًا من تأثيره في الملتقيات الحقوقية الدولية، حيث يخشى النظام الجزائري من أن يصبح صوتًا قويًا يعري الانتهاكات. ولذلك، تم وضعه تحت الإقامة الجبرية بذريعة “السجن مع وقف التنفيذ”.
“هماد” الشامخ لم يستسلم رغم القمع، ووجه نداءً علنيًا إلى كافة معارفه وأصدقائه داخل المخيمات وخارجها، مطالبًا بإنقاذه وتمكينه من مغادرة المخيمات باتجاه أوروبا. وهدد، في حالة عدم الاستجابة، بتوجيه نداء استغاثة مباشر إلى الملك محمد السادس، مما قد يهدد حياته ليس فقط من قبل البوليساريو، بل من النظام الجزائري أيضًا.
وفي هذا السياق، يدعو المدافعون عن حقوق الإنسان المجتمع الدولي لتشكيل لجنة خاصة لمتابعة قضية “هماد محمد عينة” وحمايته من التهديدات المحدقة به، يختم المصدر عينه.