رحلة الكربون من النجوم إلى أجسامنا.. كيف أعادت المجرات تدوير الحياة؟
تم تحديثه الأحد 2025/1/5 04:14 م بتوقيت أبوظبي
كشف فريق من الباحثين من الولايات المتحدة وكندا عن معرفة مذهل حول كيفية تحرك العناصر الكيميائية الرئيسية للحياة، مثل الكربون، من خلال المجرة في عملية تشبه إعادة التدوير الكوني.
وهذه العملية تساهم في تشكيل النجوم والكواكب الجديدة، بما في ذلك العناصر التي تدخل في تكوين الحياة على الأرض.
ووفقا للدراسة التي نشرتها جامعة واشنطن، فإن الكربون، الذي يعتبر عنصر حيويا للحياة، لم يكن ليصبح موجودا لولا النجوم، حيث تعمل كأفران نووية تقوم بتشكيل هذه العناصر من الهيدروجين والهيليوم. وعندما تصل النجوم إلى نهاية حياتها، تنفجر في ظاهرة تعرف باسم “السوبرنوفا”، ما يؤدي إلى نشر تلك العناصر في الفضاء.
واكتشف الباحثين أن هذه العناصر لا تظل عائمة بلا هدف في الفضاء، و بدلا من ذلك، تتحرك من خلال تيارات ضخمة تعرف باسم “الوسط المجري المحيط”، الذي يبدو سيرا ناقلا هائلا ينقل هذه العناصر من خلال المجرة ثم يعيدها مرة أخرى، وهذا الوسط المجري المحيط، الذي يحيط بالمجرات، يعمل على إعادة تدوير العناصر مثل الكربون والأكسجين، ما يسمح بإعادة استخدامها في تكوين النجوم والكواكب.
سير ناقل كوني
ووصفت الباحثة سامانثا جارزا من جامعة واشنطن، التي قادت الفريق البحثي، هذه العملية بأنها “مثل محطة قطار كبيرة، حيث يتم دفع المواد للخارج ثم سحبها مرة أخرى”، والعناصر التي تنتجها النجوم تُطلق بعيدًا عن المجرة، ثم تسحب مرة أخرى من أثناء الوسط المجري المحيط لتستخدم في تشكيل أجسام حديثة، مثل الكواكب والنجوم.
وأظهرت استنتاجات الدراسة، التي تم نشرها في مجلة “ذا أستروفيزيكال جورنال ليترز”، أن الكربون الموجود في أجسامنا هذا اليوم ربما قضى ملايين السنين متنقلًا في الفضاء قبل أن يُعاد تدويره ويُستخدم في تشكيل الأرض والكائنات الحية.
دور تلسكوب هابل في الاكتشاف
ولإثبات هذه النظرية، استخدم الباحثين مقياس طيف الأصول الكونية على تلسكوب هابل الفضائي لقياس الضوء القادم من نجوم بعيدة جدا تُعرف بالكوازارات، واكتشفوا أن عدد من الضوء تم امتصاصه بواسطة الكربون الموجود في الوسط المجري المحيط بالمجرات النشطة في تشكيل النجوم، مما يشير إلى انتشار هذا العنصر على مسافات تصل إلى 400,000 سنة ضوئية في الفضاء.
وتوفر هذه النتائج نظرة حديثة على كيفية استمرار عملية تشكل النجوم في المجرات، وإذا استمرت العناصر مثل الكربون والأكسجين في الدوران داخل الوسط المجري المحيط، فإن ذلك يقدم “الوقود” اللازم لاستمرار تشكل النجوم والكواكب، لكن مع مرور الوقت، قد يتباطأ هذا التدوير، مما يؤدي إلى تراجع عدد النجوم الجديدة وتحول المجرة إلى ما يعرف بـ”صحراء نجمية”.
وهذه الدراسة تفتح آفاقا حديثة لفهم تطور المجرات وكيفية استمرارها في تصنيع النجوم والعناصر الضرورية للحياة.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDo5OjE1ODI6MDo3NmE6MzY1ZDoxIA== جزيرة ام اند امز LT