خسائر تسلا تتسارع في أوروبا .. تراجع المبيعات وسط منافسة شرسة

شهدت شركة تسلا أكبر خسائرها في السوق الأوروبية أثناء الشهر الماضي، عقب أن تراجعت مبيعاتها بصورة ملحوظ في عدد من الدول، وخاصة في ألمانيا، وهو ما يشير إلى تغيرات مهمة في تفضيلات المستهلكين.
وتبين من بيانات حديثة نشرتها هيئة النقل الاتحادية الألمانية أن العلامة التجارية المملوكة لإيلون ماسك قد فقدت الكثير من حصتها في السوق لصالح منافسيها التقليديين مثل فولكس فاجن وبي إم دبليو وسيات.
تسلا
فولكس فاجن تحقق مكاسب ضخمة في مبيعات السيارات الكهربائية
استطاعت شركة فولكس فاجن تحقيق أكبر المكاسب في سوق السيارات الكهربائية الألماني، حيث سجلت زيادة في مبيعاتها بلغت 6521 سيارة كهربائية مقارنة بالعام الماضي.
ويعود هذا الارتفاع الكبير إلى إقبال المستهلكين على سياراتها، التي تتمتع بسمعة طيبة في السوق الأوروبية وسمات تكنولوجية حديثة، كما سجلت مؤشر سيات التابعة لمجموعة فولكس فاجن ثاني أكبر زيادة في المبيعات، حيث تم بيع 2520 سيارة كهربائية إضافية في نفس الفترة.
اقرأ أيضًا: تكلفة ومواصفات هيونداي سانتافي 2025.. جميع ما تحتاج معرفته عن الأداء والمميزات
تسلا تعاني من تراجع حاد في المبيعات
عانت تسلا من انخفاض حاد في مبيعاتها أثناء الشهر الأخير، حيث تراجعت مبيعاتها بنحو 1875 سيارة كهربائية في السوق الألماني فحسب، وهذا التراجع لم يكن مقتصرًا على ألمانيا فحسب.
شمل التراجع خمس أسواق أوروبية رئيسية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا والسويد والنرويج وهولندا. ووفقًا للبيانات، ارتفعت المبيعات الإجمالية للسيارات الكهربائية في ألمانيا بنسبة 54%، ولكن تيسلا كانت في الاتجاه المعاكس تمامًا.
أسباب تراجع المبيعات “الدعم السياسي ومنافسة شرسة”
يبدو أن تراجع مبيعات TESLA ليس ناتجًا عن ضعف في المنتج بحد ذاته، بل مرتبط بعدد من العوامل الخارجية التي تؤثر في سمعة العلامة التجارية. أحد العوامل الرئيسية التي تشير إليها التقارير هو الانطباع السلبي لدى عدد من المستهلكين الأوروبيين تجاه إيلون ماسك، خاصة عقب دعمه العلني لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية وتأييده إلى عدد من الأحزاب في بريطانيا وألمانيا.
هذه المواقف السياسية قد تؤثر سلبًا على تفضيلات المستهلكين في أسواق هامة مثل السوق الأوروبي، الذي يُعرف بتوجهه السياسي والاجتماعي المحافظ في عدد من الأحيان، وبالإضافة إلى ذلك، تعاني تسلا منافسة متزايدة من الشركات الأوروبية التي نجحت في تحسين جودة وأداء سياراتها الكهربائية، مما زاد من مشقة الوضع بالنسبة للمصنع الأمريكي.
تراجع ملحوظ في عدد من الأسواق الأوروبية
وفي تفاصيل أخرى، تراجعت مبيعات TESLA في بريطانيا بنسبة 12% أثناء يناير، رغم الارتفاع الكبير في مبيعات السيارات الكهربائية في هذا السوق.
بينما شهدت السوق الفرنسية تراجعًا أكبر بلغ 63%، فيما انخفضت مبيعات تسلا في السويد والنرويج بنسبة 44% و38% على التوالي، كما سجلت هولندا انخفاضًا بنسبة 42% في مبيعات الشركة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: تكلفة ومواصفات فورد إكسبيديشن 2025.. الأداء والتكنولوجيا في سيارة واحدة
تسلا
الوضع في الولايات المتحدة “تسلا لا تزال في الصدارة رغم التحديات”
على الرغم من التحديات التي تواجهها تسلا في أوروبا، لا تزال الشركة تحتفظ بصدارتها في السوق الأمريكية والعالمي، ففي كاليفورنيا والتي تعتبر أكبر ولاية أمريكية من حيث مبيعات السيارات الكهربائية، شهدت تسلا انخفاضًا في مبيعاتها بنسبة 12% أثناء الشهر نفسه.
ومع ذلك، لا يزال المصنع الأمريكي يتصدر مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة وحول العالم، مما يسلط الضوء على التفوق المستمر في عدد من الأسواق الكبرى.
أول انخفاض سنوي في تاريخ TESLA
من الجدير بالذكر أن تسلا سجلت أول انخفاض سنوي لمبيعاتها في تاريخها أثناء عام 2024، رغم أنها لا تزال في القمة على مستوى المبيعات الكهربائية عالميًا.
وأثار هذا التراجع تساؤلات حول قدرة الشركة على الحفاظ على موقعها الريادي في ظل التحديات السياسية والمنافسة المتزايدة، الموضوع الذي قد يتطلب من إيلون ماسك إعادة تقييم استراتيجياته لتلبية احتياجات المستهلكين في الأسواق الأوروبية.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط