تشاد تنجح في القضاء على مرض النوم القاتل
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تشاد قضت على “الشكل الجامبي” من داء المثقبيات الإفريقي البشري، المعروف أيضاً باسم “مرض النوم”، وهو أول مرض استوائي مهمل يتم القضاء عليه في البلاد.
ويسبب مرض النوم طفيليات الأوّالي المنتمية إلى جنس المثقبيات (نوع من الطفيليات)، وتنقلها ذبابة “تسي تسي” الحاملة لعدوى المرض الذي يتوطن في 36 بلداً بإفريقيا، ويُعتبر المرض فتاكاً إذا لم يُعالج.
وبحسب المنظمة الأممية، يهدد مرض النوم صحة ملايين الأشخاص في إفريقيا، حيث تعيش العديد من الفئات السكانية المتضررة في مناطق نائية تعاني من محدودية الخدمات الصحية اللازمة، ما يعرقل الاضطلاع بأنشطة الترصد، ويحول دون تشخيص الحالات وعلاجها، وإضافة إلى ذلك، يُعد النزوح السكاني ونشوب الحروب من العوامل الرئيسية وراء انتقال المرض.
الأمراض المدارية المهملة
وتُعد تشاد الدولة الأولى التي يتم الاعتراف بها للقضاء على ذلك أحد الأمراض المدارية المهملة في عام 2024، لتصبح الدولة رقم 51 التي حققت هذا الهدف على مستوى العالم.
وتُمثّل الخطوة الأولى بعد نقطة المنتصف إلى العتبة العالمية المحددة للقضاء على هذا المرض بحلول عام 2030 والتي تضم 100 دولة.
من جهته، هنّأ الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، تشاد بالقضاء على “مرض النوم”.
وقال جيبريسوس على منصة “إكس”: “نهنئ حكومة وشعب تشاد على القضاء على داء المثقبيات الإفريقي البشري، المعروف باسم مرض النوم”.
وأضاف: “من الرائع أن نرى تشاد تنضم إلى المجموعة المتنامية من البلدان التي قضت على مرض استوائي واحد على الأقل تم إهماله.. هدف 100 بلد أصبح أقرب وفي متناول اليد”.
“قد يهمك: حملة توعوية لتعزيز السلامة البحرية في شواطئ الجبيل”
أعراض مرض النوم
ويمكن أن يسبب مرض النوم أعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا في البداية، ولكنه يتسبب في النهاية في تغير السلوك، أو الارتباك، أو اضطرابات دورة النوم أو حتى الغيبوبة، وهو ما يؤدي غالباً إلى الوفاة.
وأثبت تحسين الوصول إلى التشخيص المبكر والعلاج، فضلاً عن المراقبة والاستجابة، أن البلدان قادرة على السيطرة على انتقال المرض والقضاء عليه في نهاية المطاف.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتخذ داء المثقبيات الإفريقي البشري، شكلَيْن رهناً بالفصيلة الفرعية من الطفيلي المسبب للمرض.
وتوجد المثقبية البروسية الجامبية في 24 بلداً في غرب إفريقيا ووسطها، ويستأثر هذا الشكل بـ97% من حالات مرض النوم المبلّغ عنها، إذ تسبب عدوى مزمنة.
وقد يصاب الشخص بالعدوى لأشهر أو حتى لأعوام دون أن تظهر عليه علامات أو أعراض مرضية كبيرة، وعندما تظهر الأعراض بشكل أوضح يكون المريض غالباً في مرحلة متقدمة يُصاب فيها الجهاز العصبي المركزي.
فيما توجد المثقبية البروسية الروديسية في 13 بلداً بشرق إفريقيا وجنوبها، وتُشكّل حالياً أقل من 3% من الحالات المبلّغ عنها، إذ تسبب عدوى حادة، وتلاحَظ علامات المرض وأعراضه الأولى بعد مُضي بضعة أسابيع أو أشهر على الإصابة، ويتطور المرض بسرعة ليطال الجهاز العصبي المركزي.
وتُعد أوغندا البلد الوحيد الذي يظهر فيه شكلا المرض: المثقبية البروسية الجامبية، والمثقبية البروسية الروديسية، ولكن في مناطق منفصلة.
“قد يهمك: نمو مساهمة القطاع الصحي الخاص في موسم الحج“
داء شاغاس
وهناك شكل آخر لداء المثقبيات يظهر أساساً في أميركا اللاتينية، ويُعرف باسم داء المثقبيات الأميركي أو “داء شاغاس”.
وينتمي الكائن المسبب له إلى جنس مختلف من المثقبيات، ويُنقل بواسطة ناقل مختلف، وتختلف خصائص المرض عن داء المثقبيات الإفريقي البشري.
وحتى الآن، تم التحقق من نجاح 7 بلدان من قِبَل منظمة الصحة العالمية للقضاء على الشكل الجامبي لداء المثقبيات الإفريقي البشري، وهي توجو (2020)، وبنين (2021)، وكوت ديفوار (2021)، وأوغندا (2022)، وغينيا الاستوائية (2022)، وغانا (2023)، وتشاد (2024).
كما تم القضاء على شكل مرض الروديسيني باعتباره مشكلة صحية عامة في بلد واحد: رواندا، وتم كذلك التحقق من صحته من قِبَل منظمة الصحة العالمية في عام 2022.
وتخلّص 20 بلداً في جميع أنحاء المنطقة الإفريقية لمنظمة الصحة العالمية من مرض واحد على الأقل من الأمراض الاستوائية المهملة، حيث تخلصت توجو من 4 أمراض، بينما تخلصت بنين وغانا من 3 أمراض لكل منهما.
“اقرأ أيضًا: اكتشاف روابط جديدة بين صحة الأسنان والتدهور المعرفي“