“النهار” اللبنانية لالعرب ديلي بريس: العراق لديه مساعٍ لأداء دور الوسيط بقضايا المنطقة

العرب ديلي بريس/ أكدت مؤسسة النهار الإعلامية اللبنانية،
يوم الجمعة، أن العراق لديه مساع ليكون لأداء دور الوسيط في العديد من القضايا
العربية، فيما بين أن الملفات المطروحة في القمة تعطيها أهمية لمتابعتها من
الإعلام العربي.
ويقول عضو مجلس تحرير المؤسسة، حسين جرادي، لوكالة
العرب ديلي بريس، إن “القمة العربية التي تعقد في بغداد غداً السبت مهمة لأسباب
عديدة، أبرزها، أنها تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية عديدة عقب الحرب
الإسرائيلية على غزة ولبنان، وبعد الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، لدول خليجية، وكذلك في ظل تحولات إقليمية، واحتمال التوصل إلى اتفاق بين
الولايات المتحدة وإيران بشأن ملف طهران النووي”.
ويؤكد جرادي، أن “جميع هذه الملفات، العراق
معني بها بصورة مباشر، وتنعكس على أمنه القومي وعلى دوره الإقليمي، خاصة وأن موقع
العراق العربي والإقليمي يتطلب منه السعي لدور متوازن في المنطقة، رغم أن توجد
خلافات عراقية داخلية، وتشكيك من قبل أطراف عراقية وعربية بتأثر العراق بالنفوذ
الإيراني في المنطقة وما إلى ذلك”.
ويتابع، “لكن عملياً، لمسنا تواجد مساعٍ
عراقية واضحة ليكون العراق في الموقع المتوازن، ولأداء دور الوسيط في العديد من
القضايا، وسبق للعراق أن توسّط بين إيران والسعودية قبل أن يتوصلا لاتفاق برعاية
صينية عقب التمهيد العراقي لهذه الأجواء، كما للعراق مبادرات بتقديم المساعدات
للبنان ودول عربية أخرى”.
ويرى جرادي، أنه “لا يمكن أن ننفي تواجد
عدد من التباينات والخلافات في المنطقة، حيث إن العراق لديه عدد من الإشكالات الأمنية مع
تركيا، وكذلك في الملف السوري المستجد، والتردد العراقي بالانفتاح على الحكم
السوري الحديث كون الذين تسلموا الحكم كان لهم تاريخ معين في العراق”.
لكن رغم ذلك، يقول جرادي، إن “البعض يطرح
وجوب انفتاح العراق على علاقات متوازنة مع الجميع، ولاسيما مع جيرانه، لتحقيق نوع
من التنمية الاقتصادية والاستقرار الأمني، وهذا ما سيكون رهان هذه القمة في
بغداد”.
ويرى، أن “جميع هذه الملفات تجعل من الأهمية
بمكان أن يكون توجد العديد من الإعلاميين العرب والأجانب في بغداد لمتابعة ومواكبة
هذه القمة وما سينتج عنها خاصة في البيان الختامي”.
ويشير إلى أن “توجد خلافات عربية – عربية
فيما يتعلق ببعض الدول، كما أن عدد من الدول مثل السودان وليبيا تشهدان حرباً داخلية،
ما يتطلب من العراق أن يفعّل آلياته لمحاولة الحد من تصاعد هذه الحروب الداخلية
العربية ووقفها، حتى يتمكن العرب من تقديم مشاريع اقتصادية تكاملية وتنموية”.
وهذا وأنهت العاصمة العراقية بغداد، جميع
الاستعدادات لاستضافة القمة العربية غداً السبت، وذلك في إطار جهود العراق لتعزيز
حضوره الدبلوماسي الإقليمي، في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات سياسية وأمنية
واقتصادية.
وتناول اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري
لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الذي عقد أمس الخميس، في العاصمة
بغداد، مجموعة من المواضيع التي سيتم طرحها في القمة العربية.
واقترح وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أثناء
الاجتماع، تشكيل لجنة وزارية عربية عليا مفتوحة العضوية لتقريب وجهات البحث وتوحيد
المواقف وإنهاء الخلافات.
وأكد حسين على تغليب لغة الحوار لحفظ أمن
المنطقة العربية، مرحباً بجهود سلطنة عمان بالتوصل لاتفاق سلام في اليمن، مشيراً
إلى أن القضية الفلسطينية تبقى قضيتنا المركزية، ونجدد دعمنا للشعب الفلسطيني
بتحرير أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس.
كما أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون
السياسية، فرهاد علاء الدين، أمس الخميس، أهمية القمة العربية، معتبراً إياها محطة
محورية في مسار استعادة العراق لدوره الفاعل في محيطه العربي، كما كشف عن مقترح
لتشكيل “غرفة تنسيق أمني” عربية.