إعدام جمشيد شارمهد.. برلين تستدعي سفيرها وطهران تندد بـ”النفاق” الأوروبي

اتهمت إيران، اليوم الثلاثاء، الدول الأوروبية بـ”النفاق” بعد تصريحات مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التي قال فيها إن الاتحاد “يفكر في اتخاذ إجراءات ردًا” على إعدام المعارض الإيراني الألماني جمشيد شارمهد.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر منصة إكس: إن “أوروبا لا تمثل إلا النفاق”، متهمًا الاتحاد الأوروبي بأنه عاجز عن “وقف قتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في غزة” و”إتاحة عودة 1,5 مليون لاجئ في لبنان إلى ديارهم”.

احتجاج إيراني على تصريحات ألمانية

كما احتج عراقجي على تصريحات نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك التي انتقدت فيها السلطات الإيرانية بسبب إعدام المواطن المزدوج الجنسية جمشيد شارمهد.

وأكد عراقجي في منشور على منصة “إكس” متوجهًا إلى بيربوك، أنه “لا يوجد إرهابي محصن من العقاب في إيران. حتى لو كان مدعومًا من ألمانيا”.

وأمس الإثنين، أعدمت السلطات الإيرانية المعارض الإيراني الحامل للجنسية الألمانية جمشيد شارمهد المعتقل منذ 2020.

وكانت محكمة في طهران قد حكمت في فبراير/ شباط 2023 على شارمهد بالإعدام إثر إدانته بتهمة “الإفساد في الأرض”، لاتهامه بالضلوع في هجوم استهدف مسجدًا في شيراز (جنوب) في أبريل/ نيسان 2008 وأوقع 14 قتيلًا وحوالي 300 جريح.

واتهمته إيران بتزعم جماعة مؤيدة للملكية والتخطيط لهجمات أخرى في البلاد.

“تشويه الحقائق”

وأضاف عراقجي: “لا يوفر جواز السفر الألماني إمكان الإفلات من العقاب لأي شخص، ناهيك عن مجرم إرهابي”، وحض بيربوك على التوقف عن “تشويه الحقائق”.

وكانت إيران أعلنت في أغسطس/ آب 2020 توقيف المعارض الذي كان يقيم في ذلك الوقت في الولايات المتحدة خلال “عملية معقدة”، من غير أن توضح أين وكيف اعتُقل.

غير أن عائلته تتهم الأجهزة الأمنية الإيرانية بخطفه أثناء وجوده في دبي وبنقله بالقوة إلى إيران.

وطالبت ابنته غزالة شارمهد على منصة إكس بتقديم دليل على أن حكم الإعدام قد تم تنفيذه، كما طالبت بتسلم جثمان والدها على الفور.

من جهته، كتب المستشار الألماني أولاف شولتس على منصة إكس أن “إعدام النظام الإيراني جمشيد شارمهد هو فضيحة أدينها بأشد العبارات” مضيفًا أن المعارض “لم يحصل على فرصة الدفاع عن نفسه ضد التهم الموجهة إليه خلال المحاكمة”.

وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها استدعت الثلاثاء القائم بالأعمال الإيراني بعد إعدام شارمهد. وقالت الوزارة عبر منصة إكس “أبلغنا احتجاجنا الشديد على أفعال النظام الإيراني ونحتفظ بالحق في اتخاذ تدابير أخرى”.

وبموازاة استدعاء القائم بالأعمال، التقى السفير الألماني في طهران ماركوس بوتزل بوزير الخارجية الإيراني في طهران و”احتج بأشد العبارات على قتل جمشيد شارمهد” بحسب تصريحات أوردتها وزارة الخارجية الألمانية.

من جهتها، نددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإثنين “بطبيعة النظام اللاإنساني الذي يحكم طهران” واستدعت الثلاثاء السفير الألماني للتشاور. ولا تعترف إيران بالجنسية المزدوجة لرعاياها.