أدوية للسكري تكافح 10 أنواع من السرطان
أفادت دراسة أميركية بأن فئة من أدوية السكري، بينها الدواء الشهير «أوزمبيك»، ترتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بـ10 أنواع من السرطان على علاقة بالسمنة.
وأوضح الباحثون في جامعة كيس ويسترن ريزيرف، أن هذه الأدوية تحدّ من مخاطر سرطانات الكلى، والبنكرياس، والمريء، والمبيض، والكبد، والقولون، وفق النتائج التي نُشرت الجمعة، في دورية «غاما».
وترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطانات، نتيجة عوامل؛ منها التغيرات الهرمونية، والالتهابات المزمنة، وتراكم الدهون، مما يعزز نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف فعالية فئة من أدوية السكري من النوع الثاني، وعلى رأسها «سيماغلوتيد» الذي يباع تجارياً تحت اسم «أوزمبيك»، في الحد من خطر السرطان.
ولا تقتصر فائدة تلك الأدوية على تحسين التحكم في سكر الدم فحسب، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى فقدان الوزن، ويُطلق على هذه الفئة اسم «ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاجون 1» (GLP-1).
وتُحاكي تلك الأدوية في عملها هرموناً يُعرف بـ«الببتيد المشابه للغلوكاجون 1»، وعندما ترتفع مستويات السكر بالدم بعد تناول الطعام، تعزز هذه الأدوية إفراز مزيد من الأنسولين، الذي يسهم في خفض مستويات السكر بالدم.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه الأدوية في خفض الشهية، مما يؤدي إلى تأخير انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، ونتيجة لذلك، يمكن أن يشعر المريض بالشبع بشكل أسرع ولفترة أطول.
وقارنت الدراسة الجديدة بين مرضى السكري من النوع الثاني الذين عولجوا بالأنسولين، وأولئك الذين تلقّوا «ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاجون 1» مثل «أوزمبيك»، بين عامي 2005 و2018.
ووجد الباحثون أن المرضى، الذين تلقّوا «ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاجون 1»، كانت لديهم مخاطر أقل بشكل كبير للإصابة بـ10، من أصل 13 نوعاً من السرطان مرتبطة بالسمنة، بما في ذلك سرطانات الكلى، والبنكرياس، والمريء، والمبيض، والكبد، والقولون.
ولم يلحظ الباحثون تغيراً كبيراً في مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
و«ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاجون 1» هي أدوية مُعتمدة للسكري منذ نحو 20 عاماً، ولكن جيلاً جديداً من هذه الأدوية، بما في ذلك «أوزمبيك» الذي اعتُمد في الولايات المتحدة عام 2017، انتشر بفضل تأثيراته الأكثر أهمية في فقدان الوزن.
وقال الباحثون إن السمنة مرتبطة بـ13 نوعاً، على الأقل، من السرطانات، وتُظهر النتائج أن «ناهضات الببتيد المشابهة للغلوكاجون 1» قد تكون واعدة في كسر هذه العلاقة. وأضافوا أن الفوائد الوقائية، التي أظهرتها الدراسة، قد تشجّع الأطباء على وصف هذه الأدوية لمرضى السكري، بدلاً من الأنسولين.