نينوى والأنبار وصلاح الدين وكركوك تعطل الدوام الرسمي احتجاجاً على قرار المحكمة الاتحادية

5 فبراير 2025 - 6:40 ص

شفق
نيوز/ أعلن محافظو نينوى، عبد القادر الدخيل، والأنبار محمد نوري أحمد، وصلاح
الدين، بدر الفحل، ورئيس مجلس محافظة كركوك، محمد إبراهيم الحافظ، مساء هذا اليوم
الثلاثاء، عن تعطيل الدوام الرسمي في الدوائر والمؤسسات كافة ليوم غد الأربعاء،
احتجاجاً على قرار المحكمة الاتحادية بإصدار أمر ولائي بإيقاف تنفيذ التعديل
الثاني لقانون العفو العام.

وأوضح
الدخيل في تصريح لوكالة العرب ديلي بريس، أن “هذا الإجراء يأتي تعبيراً عن رفض
المحافظة لهذا القرار الذي ينعكس على حقوق الأبرياء والمظلومين الذين طال انتظارهم
للإنصاف”.

وأكد
المحافظ أن “تعطيل الدوام الرسمي يأتي في إطار الاحتجاج السلمي”، داعياً
الجهات المعنية إلى إعادة البحث في هذا القرار الذي يثير قلقاً كبيراً
لدى أهالي نينوى.

بدوره
قال محافظ الأنبار محمد نوري أحمد، في تغريدة على منصة “أكس” تابعتها
وكالة العرب ديلي بريس “أعلن تعليق وتعطيل الدوام الرسمي لمدة ثلاثة أيام في
المحافظة؛ احتجاجاً على القرار الذي أصدرته المحكمة الاتحادية المتضمن وقف تنفيذ
قانون العفو العام (لإنصاف الأبرياء) الذي شرَّعه مجلس النواب العراقي مؤخَّراً،
وتُستثنى من هذا القرار الأجهزة الأمنية والمؤسسات الصحية والبلدية”.

إلى
ذلك، وجّه محافظ صلاح الدين، بدر الفحل، بتعطيل الدوام الرسمي في عموم المحافظة ليوم
الأربعاء، وذلك احتجاجاً على قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإصدار الموضوع الولائي
بإيقاف تنفيذ أحكام قانون العفو العام عن الأبرياء والمظلومين، بحسب بيان ورد
لوكالة العرب ديلي بريس.

وأكد
المحافظ أن “هذا القرار يعكس موقف حكومة المحافظة الرافض لأي إجراء يتعارض مع
مبدأ العدالة والإنصاف، ويمس حقوق الأبرياء الذين ينتظرون تطبيق القانون لينالوا
حريتهم وكرامتهم”.

وفي
السياق، قال رئيس مجلس محافظة كركوك، محمد إبراهيم الحافظ، في بيان ورد لوكالة شفق
نيوز “نؤكد أن ما صدر هذا اليوم من المحكمة الاتحادية بتعطيل قانون العفو العام يمثل
ضرباً للشراكة الوطنية واستهدافاً حقيقاً للاتفاقات والتفاهمات السياسية التي
تشكلت على إثره الحكومة العراقية والتي أرست الاستقرار وحققت الإنجازات الوطنية”.

وتابع
“نحن في مجلس محافظة كركوك نعلن تعطيل عمل مجلس محافظة كركوك والمؤسسات كافة في
المحافظة لتأكيد رسالة الاحتجاج والتضامن مع المواقف الوطنية الصادرة من النخب
والقيادات ومحافظات عراقية”.

وأردف
“هنا نشير إلى أن مصادرة قرار ورغبة جماهيرنا يدعنا بموقف ثابت في إعلان
تضامننا ورسالة لتأكيد ثوابتنا في وحدة العراق وحفظ الأمن والاستقرار والتي لا
يمكن لها أن تترسخ إلا من أثناء وحدة الموقف والثبات والتضامن والوفاء لدماء
الشهداء والعمل لضمان الاستحقاقات الوطنية والعمل مع شركاء الوطن لتشريع قانون
المحكمة الاتحادية الذي نص عليه الدستور”.

وأصدرت
المحكمة الاتحادية (أعلى سلطة قضائية في العراق) هذا اليوم، أمراً ولائياً بإيقاف
تنفيذ القوانين الثلاثة، الأحوال الشخصية، العفو العام، العقارات.

ويأتي
هذا القرار عقب طعن قدمه عدد من أعضاء مجلس النواب لدى المحكمة الاتحادية العليا،
بشأن عافية إجراءات رئاسة البرلمان في التصويت على القوانين دفعة واحدة دون فصل جميع
قانون على حدة.

وعلى
خلفية ذلك، دعا الأمين العام للمشروع الوطني العراقي جمال الضاري، إلى اجتماع طارئ
لقادة البلد، على خلفية وقف المحكمة الاتحادية لتنفيذ قانون العفو العام، فيما
أشار إلى أن جر المحكمة للخلافات السياسية سيؤدي لأزمات.

وقال
الضاري، وهو قيادي سني بارز، في تدوينة على موقع “أكس”، اطلعت عليها
وكالة العرب ديلي بريس، إن “الخلافات السياسية والتهرب من الاتفاقات بين قادة
الأحزاب والكتل، ومحاولات جر المحكمة الاتحادية إلى إصدار أوامر تُعرقل تنفيذ
الأحكام النيابية، ستجر العراق إلى أزمات حديثة وسط مرحلة حرجة تمر بها
المنطقة”.

وأضاف
“نؤكد ضرورة عدم استغلال ملف العفو العام لتصفية الحسابات السياسية”،
داعياً إلى “الإسراع بعقد اجتماع طارئ لقادة البلد، لتصحيح المسار الخاطئ من خلال
تنفيذ بنود ورقة الاتفاق السياسي المغيب إعلامياً عن الجمهور الذي لا يعلم جميع
بنوده ومن وقع عليه”.

كما
أعرب رئيس البرلمان الماضي محمد الحلبوسي عن رفضه لقرار المحكمة الاتحادية بإيقاف
تنفيذ قانون العفو العام، مؤكدًا أن القانون يهدف إلى إنصاف الأبرياء والمظلومين
فحسب، ولا يشمل الإفراج عن “الإرهابيين”.

واتهم
الحلبوسي المحكمة بتسييس قراراتها، مشددًا على عزمه مواجهة القرار بكل الوسائل
القانونية والشعبية، ودعا إلى تنظيم مظاهرات ومقاطعة المؤسسات التي لا تحترم إرادة
الشعب.

كما
أكد وزير التخطيط، محمد علي تميم الجبوري، وهو قيادي سني، على ضرورة الإسراع في
تشريع قانون المحكمة الاتحادية طبقًاً لما نص عليه الدستور.

وقال
الجبوري، في تغريدة له، إن على الكتل السياسية الالتزام بالاتفاقات التي أُبرمت
عند تشكيل الحكومة الحالية، مشدداً على أن تشريع هذا القانون بات مطلباً أساسياً
يُفترض تحقيقه قبل انتهاء عمر الدورة النيابية الحالية.

وأيضاً،
انتقد هيبت الحلبوسي، رئيس لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية في البرلمان
العراقي، أداء المحكمة الاتحادية، متهماً إياها بإصدار قرارات “مسيسة”
من أثناء استثمار أوامرها الولائية، ما يؤدي إلى تعطيل الدور التشريعي لمجلس
النواب.

وأضاف
الحلبوسي، في تغريدة ايضاً، أن وقف تنفيذ قانون العفو يمثل “تجاوزاً على
إرادة الشعب” ومصادرةً لأصوات ممثليه في البرلمان، مشدداً على رفض أي برنامج تدخلي في
صلاحيات المجلس.