متحور كورونا الحديث “إكس إي سي”: ما مدى خطورته وكيف يمكن الوقاية منه؟

20 ديسمبر 2024 - 7:40 ص

صدر الصورة، AFP

Article information

يشهد محرّك غوغل مؤخرا بحثاً متزايداً عن متحور جديد من فيروس كورونا يحمل اسم “إكس إي سي” XEC، وسط مخاوف من ارتفاع إصابات التعرض أثناء فصل الشتاء.

وظهر المتحور الحديث لأول مرة في يونيو/حزيران الماضي بألمانيا، قبل أن يتم رصده في الولايات المتحدة وكندا وفي دول أوروبية، مثل بريطانيا والدنمارك وغيرها.

وفي مصر، وصفت الممثلة تيسير فهمي هذا المتحوّر بالـ “شرس”، قائلة على صفحتها من خلال فيسبوك إن أعراضه لا تشبه أبداً مؤشرات التعرض بالبرد العادي.

وعادة ما تصل أعداد الإصابات بكوفيد، منذ ظهوره، إلى ذروتها في شهرَي ديسمبر/كانون الأول ويناير كانون الثاني، طبقًاً للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وتتسبب برودة الطقس في لجوء الناس إلى قضاء أوقات أطول داخل أماكن مغلقة مع أشخاص آخرين، ما يوفّر محيط مواتية للإصابة بالفيروسات المُعدية.

وفي حديث لبي بي سي، قال أسامة عبد اللطيف، أستاذ الحساسية والمناعة في جامعة عين شمس، إن “إكس إي سي، هو أحدث متحورات فيروس كوفيد-19، وهو متحور عن أوميكرون الشهير”.

وحتى هذه اللحظة، لا يُعدّ إكس إي سي، أشد المتحورات انتشارا؛ “فهناك طفرات أشد انتشارا منه هذا اليوم. لكنْ من المتوقَع أثناء هذا الشتاء أن يصبح إكس إي سي الأكثر انتشارا، وذلك لما يتميز به من سرعة انتشار أعلى بكثير من جميع المتحورات الموجودة حتى الآن”، بحسب عبد اللطيف.

وتزيد سرعة انتشار إكس إي سي بنسبة 13% على أشد المتحورّات شُهرةً وهو (KP.3.1.1).

هذه المقدرة على الانتشار تترك إكس إي سي، مرشحاً لأن يكون المتحور السائد عالميا في الفترة المقبلة.

يقول مدير مركز سكريبس للبحوث في كاليفورنيا، إيريك توبول، إن “متحور إكس إي سي لا يزال في بدايته، وقد بدأ يسيطر على المشهد، ويبدو أنه سيكون المتحور السائد. ولكن ذلك قد يستغرق شهورا”.

“حاضر معنا”

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من التعامل مع وباء كورونا باعتباره “تاريخاً” مضى، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس غبريسوس: “لا نستطيع الحديث عن كوفيد في الزمن الماضي؛ إنه لا يزال حاضراً معنا، ولا يزال يسبب مرضاً شديداً … ولا يزال يقتل”.

وفي بريطانيا، سُجّلت 122 وفاة مرتبطة بالإصابة بكوفيد، أثناء الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسط ارتفاع إصابات التعرض بكوفيد داخل الدولة، طبقًا لبيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة.

وربط خبراء بريطانيون بين ارتفاع أعداد التعرض بكوفيد وظهور متحور إكس إي سي.

على أن هذا المتحور الحديث ليس مختلفاً بصورة جذري عن المتحوّرات الأخرى.

كيف نشأ؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، يعتقد الخبراء أن المتحور إكس إي سي، يمتلك قدرة كبيرة على الانتشار

إكس إي سي، هو ناتج امتزاج جينيّ بين متحورّين متمايزين من متحورات كوفيد-19، طبقًاً للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ويعتبر تحوّر الفيروسات وتطوّرها جينياً طوال الوقت من الأمور الطبيعية والمتوقعة، ونتيجة لهذه العملية المستمرة تنشأ “متحوّرات” تبدو بمظهر جديد كما لو كانت فيروسات حديثة للجهاز المناعي للأشخاص المعرّضين للإصابة.

ويتخفّى المتحوّر في هذا المظهر الحديث، ويتمكّن من خداع الجهاز المناعي ويهرب منه، ليهاجم عقب ذلك خلايا الجسم ويخترقها مسببا الداء.

ولا يزال “سارس-كوف-2″، الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، مستمراً في التحوّر، حتى يستطيع التهرّب دائماً في صورة متحوّر جديد من الجهاز المناعي للجسم.

مدى خطورته:

الثابت حتى الآن، أن متحور إكس إي سي أشد انتشاراً من المتحورات الأخرى، لكنْ لم يثبت عقبُ أنه أشد خطورة منها، طبقًاً لأسامة عبد اللطيف، أستاذ الحساسية والمناعة في جامعة عين شمس.

ويستدرك عبد اللطيف قائلا: “لكنْ بطبيعة الحال، هذا الفيروس بكل متحوراته هو أشد خطورة على المسنين وذوي الأمراض المزمنة وخصوصا تلك الأمراض التي تسبب إلى ضعف المناعة، وكذلك الأمراض السرطانية والفشل الكلوي وفشل الكبد والفشل التنفّسي وفشل القلب”.

الفرق بينه وبين نزلات البرد العادية:

صدر الصورة، Getty Images

نزلة البرد العادية تكون أعراضها في الجهاز التنفسي العلوي- من رشَح، وآلام في الحلق، واحتقان في الحلق، وسُعال.

لكن التعرض بهذا المتحور الحديث إكس إي سي، تكون أعراضها أشد ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم، مصحوبة برعشة وصداع، مع فقدان حاسة الشم والتذوق في كثير من الأحيان، طبقًاً لأسامة عبد اللطيف.

ويضيف أستاذ الحساسية والمناعة: “في الفترة الأخيرة، شاهدنا مرضى المناعة الذاتية كالروماتويد والذئبة الحمراء والأرتيكاريا المزمنة تنتابهم مؤشرات عبارة عن زيادة واشتداد مؤشرات الداء الأساسي الذي يعانون منه، كزيادة التهاب المفاصل في الذئبة الحمراء، وزيادة مؤشرات الجلد في إصابات الأرتيكاريا الدفاعية المزمنة”.

ويرى عبد اللطيف أن “هذا يكون غريبا عدد من الشيء؛ ففي عدد من الحالات لا تظهر مؤشرات البرد العادي ولكنّ مؤشرات التعرض تتمثل فحسب في اشتداد الداء الأساسي من أمراض المناعة الذاتية”.

ويميّز خبراء بريطانيون بين نزلة البرد العادية والإصابة بمتحور إكس إي سي، بأن الأخير يكون فيه التهاب الحلق مصحوباً بأربعة مؤشرات أخرى هي السُعال الجاف، والإجهاد، والحمّى، وفي عدد من الأحيان فقدان حاسة التذوق والشم.

طرق الوقاية:

طبقًاً للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، لا يزال التطعيم بالأمصال يعدّ أحسن حماية، لا سيما بالنسبة للأشخاص الأكثر عُرضة للتأثر الشديد حال التعرض بالفيروس.

ويوصي المركز بالحصول على اللقاح المحدّث لعام 2024-2025 للحماية من خطر التعرض المتجدد بالفيروس.

ويرى أسامة عبد اللطيف أن اللقاحات الأحدث، لا سيما تلك التي طُوّرت لتجنب من متحور أوميكرون، “حتى وإنْ لم تقدّم حماية كاملة ضد المتحوّر الحديث، لكنها تبقى مفيدة في الحدّ من شدّة أعراضه”.

وبجانب اللقاحات، تظل طرق الوقاية المعروفة بالغة الأهمية، كالحفاظ على اتباع سلوكيات صحية، لا سيما تلك المتعلقة بالنظافة، كغسل اليدين المتكرر بالماء والصابون، وتنظيف الأسطح التي تُلمَس بصورة متكرر.

أيضاً، الحفاظ على التباعد عن الآخرين، حتى غير المصابين، وتجنُّب الأماكن المغلقة أو الوجود في أماكن مزدحمة، واستخدام الكمامات، لا سيما في إصابات ضعف المناعة أو أمراض الحساسية والربو الشُعبي.

وكذلك إصدار خطوات من أجل هواء أنقى، لتجنب من فيروسات الجهاز التنفّسي.

وينصح الأطباء مَن تظهر عليه مؤشرات هذا المتحوّر الحديث أو غيره، بأن يُلازم بيته فترة ارتفاع الحرارة على الأقل أو لمدة أسبوع لكي لا يكون مصدر عدوى للآخرين.