ماذا وراء تغييرات رينارد الكثيرة في قائمة المنتخب السعودي؟

8 نوفمبر 2024 - 8:06 ص

أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل نحو أسبوعين عودة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لتولي مسؤولية القيادة الفنية للمنتخب الوطني الأول خلفاً للإيطالي روبرتو مانشيني الذي رحل عن منصبه بالتراضي، على خلفية تراجع أداء ونتائج فريق “الصقور الخضراء” في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 التي تستضيفها كندا والمكسيك وأميركا.

رينارد صاحب الـ(56 سنة) ليس غريباً عن كرة القدم السعودية والذي كان المدرب السابق للفريق الوطني قبل مانشيني وظل في المنصب الإداري بين يوليو (تموز) 2019 ومارس (آذار) 2023، وخلال تلك الفترة قاد الأخضر لأسرع تأهل في تاريخه لنهائيات كأس العالم 2022، وفاجأ العالم في مباراة الجولة الأولى بمرحلة المجموعات بالفوز على المنتخب الأرجنتيني الذي لم يخسر مجدداً وتوج باللقب العالمي في النهاية.

والآن، وبعد فترة وجيزة من عودة رينارد لتدريب المنتخب السعودي لا يجد الفرنسي متسعاً من الوقت لوضع رؤية استراتيجية نظراً إلى احتلال فريقه المركز الثالث في المجموعة الثالثة بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026 بعد مرور أربع جولات، إذ حقق فوزاً واحداً وتعادلين وتعرض لهزيمة واحدة ليجمع خمس نقاط بفارق خمس نقاط عن المنتخب الياباني متصدر المجموعة برصيد 10 نقاط، وبالتساوي في النقاط ومتأخراً بفارق الأهداف عن المنتخب الأسترالي ثاني الترتيب.

ولا تزال أمام المنتخب السعودي بقيادة رينارد ست مباريات في مجموعته بالتصفيات تبدأ بمباراتين خلال فترة التوقف الدولية التالية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ضد أستراليا ثم إندونيسيا، قبل فترة طويلة من الابتعاد من ساحة المباريات الدولية تمتد حتى نهاية مارس من العام المقبل، والتي ستكون فترة ذهبية لرينارد لإعادة تنظيم أوراقه وأولوياته الفنية والتكتيكية.

ويسعى رينارد إلى افتتاح فترته التدريبية الثانية مع المنتخب السعودي بتحقيق الانتصار في المباراتين التاليتين ضد أستراليا وإندونيسيا يومي الـ14 والـ19 من نوفمبر الجاري على الترتيب لإعادة الفريق للمسار الصحيح، بعد أن حقق ثلاثة انتصارات فقط في آخر ثماني مواجهات، بعد نهاية مشواره في كأس آسيا 2023، وقد خسر من اليابان (0 – 2) وتعادل سلبياً مع البحرين في آخر مباراتين ضمن معسكر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن المنتخب السعودي أمس الأربعاء عبر حساباته الرسمية القائمة الأولى التي يضعها رينارد، وضمت أحمد الكسار ومحمد اليامي وعبدالرحمن الصانبي وحامد يوسف لحراسة المرمى، واللاعبين ياسر الشهراني وعلي البليهي وعبدالإله العمري وعلي لاجامي وحسان تمبكتي ومهند الشنقيطي وسعود عبدالحميد وسعد الناصر وعبدالإله المالكي وعبدالله الخيبري، ومصعب الجوير وسلمان الفرج ومحمد كنو وسلطان الغنام وناصر الدوسري وفيصل الغامدي وأيمن فلاتة وسالم الدوسري وعبدالله الحمدان وعبدالله رديف ومروان الصحافي وفراس البريكان وصالح الشهري.

وأجرى رينارد تغييرات عدة على القائمة الأخيرة للمنتخب السعودي في عهد مانشيني إذ استبعد بعض اللاعبين الذين كانوا من أعمدة فترة سلفه الإيطالي، وأعاد لاعبين آخرين كانوا خارج الصورة لفترة طويلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأبقى رينارد على 14 لاعباً كانوا ضمن قائمة مانشيني الأخيرة لمباراتي اليابان والبحرين، هم علي لاجامي وحسان تمبكتي وسعود عبدالحميد وسلطان الغنام ومصعب الجوير وعبدالله الخيبري وعبدالإله المالكي ومروان الصحافي وسالم الدوسري وفيصل الغامدي وناصر الدوسري وفراس البريكان وصالح الشهري وعبدالله رديف، واستبعد 11 لاعباً من القائمة الأخيرة هم راغد نجار وحسن كادش ومشعل خيرالله وعون السلولي وريان حامد وعلي الأسمري وحامد الغامدي وحسين الصبياني وأيمن يحيى وعبدالرحمن غريب ومحمد مران، وضم بدلاً منهم 10 لاعبين آخرين هم عبدالرحمن الصانبي وياسر الشهراني وعلي البليهي وعبدالإله العمري ومهند الشنقيطي وسعد الناصر وسلمان الفرج ومحمد كنو وأيمن فلاته وعبدالله الحمدان.

ويعد سلمان الفرج (35 سنة) الاسم الأبرز بين اللاعبين العائدين أو المنضمين لقائمة المنتخب السعودي الأولى في حقبة رينارد الثانية، إذ غاب قائد “الصقور الخضراء” المنضم خلال يوليو الماضي إلى نادي نيوم عن قوائم المنتخب المتتالية منذ مشاركته الأخيرة ضد مالي خلال الـ17 من أكتوبر 2023 استعداداً لبطولة كأس آسيا 2023 التي استضافتها قطر في مطلع العام الحالي.

وكانت لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلنت خلال الـ12 من فبراير (شباط) الماضي، تغريم الفرج بمبلغ 100 ألف ريال (26623 دولاراً) بعد ثبوت عدم رغبته في الانضمام للمنتخب في معسكر أكتوبر 2023، وذلك بناء على المادة العاشرة الفقرة (1و5) من لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وانتقالاتهم.

وبدا أن اختيارات رينارد في المعسكر الحالي تشير إلى رغبته في استعادة الحرس القديم، إذ شهدت فترته الأولى التي استمرت 1338 يوماً قاد خلالها المنتخب السعودي في 45 مباراة الاعتماد على أسماء بعينها أكثر من غيرها، وكان في مقدمة هذه الأسماء محمد كنو الذي شارك في 32 مباراة ثم فراس البريكان الذي لعب 30 مباراة سجل خلالها ستة أهداف وقدم ثلاث تمريرات حاسمة لزملائه، ثم نجم الفريق وجناحه الأيسر سالم الدوسري بواقع 29 مباراة سجل خلالها 13 هدفاً وقدم أربع تمريرات حاسمة، ثم حارس المرمى المخضرم محمد العويس (33 سنة) الذي لعب 27 مباراة بالتساوي مع سلطان الغنام، ثم عبدالإله المالكي (26 مباراة) وياسر الشهراني (25 مباراة) وعلي البليهي (23 مباراة)، ومن خلفه يتساوى سلمان الفرج مع عبدالإله العمري وصالح الشهري وهتان باهبري ولكل منهم 22 مشاركة.

وخلال الحقبة الأولى لرينارد مع المنتخب السعودي حقق الفريق الوطني 20 فوزاً و10 تعادلات و15 خسارة في 45 مباراة سجل خلالها 56 هدفاً وتلقت شباكه 40 هدفاً، قبل أن يقرر الفرنسي في نهاية مارس 2023 الاستقالة من منصبه رغبة منه في قبول مهمة تدريب منتخب سيدات بلاده الذي كان يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم للكرة النسائية.

ويسعى رينارد خلال فترته الجديدة مع “الأخضر” السعودي إلى التفوق على فترته الأولى عبر ضمان التأهل سريعاً إلى نهائيات كأس العالم 2026، والتجهيز جيداً للتتويج بلقب كأس العرب 2025.