ماذا لو كان جوزيه مورينيو خليفة أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد؟
ربما كانت أولى العلامات على الأشياء القادمة هي فشل مانشستر يونايتد، وإحباط جوزيه مورينيو، وكان هذا قبل أن يذهب البرتغالي بالفعل إلى النادي.
من الواضح أن تلك الفترة المحمومة من 2016 إلى 2018 ستثار كثيراً عندما يواجه فنربخشة بقيادة مورينيو ناديه القديم في الدوري الأوروبي اليوم الخميس، ولكن ربما يكون ما حدث في مايو (أيار) 2013 أكثر أهمية، وما الذي كان يمكن أن يحدث؟
هناك الكثير من الأساطير والإشاعات التي تدور حول تلك الفترة عندما اعتزل السير أليكس فيرغسون التدريب، وربما هذه هي الرواية التي يفضلها البرتغالي الذي كان ينظر إليه على أنه قريب ثم مرفوض أو تم تجاهله لمصلحة ديفيد مويس.
الحقيقة هي أن الفريق الإداري في يونايتد قد اقترب بالفعل من مورينيو في تلك الفترة الضبابية وكان ذلك على رغم معارضة السير بوبي تشارلتون تماماً للفكرة، كما لم يكن فيرغسون ودوداً تجاه تعيين مورينيو، لكن هذا النهج لم يخلق توتراً أبداً لأن مورينيو كان قد أبرم بالفعل صفقة للعودة إلى تشيلسي، وتقول مصادر عدة إنه شعر بالاكتئاب عندما اكتشف أنه أضاع فرصة لتولي المسؤولية الفنية في “أولد ترافورد”.
لكن السؤال الحقيقي في كل هذا هو ما إذا كان من الممكن أن يؤدي إلى مزيد من السعادة في يونايتد لو تمكنوا من الحصول على مورينيو عام 2013 بدلاً من عام 2016، إذ كانت فترة صعبة نظراً إلى تعاقد مانشستر سيتي مع بيب غوارديولا، ولأن الأمر بدا كأنه زواج مصلحة وبرز ذلك أيضاً لأن مورينيو كان قد خرج من موسم كارثي في تشيلسي ليوضح بداية التراجع.
لم تكن هذه هي الحال عام 2013 فمن المسلم به أن هناك حجة مفادها أن مورينيو لم يكن مناسباً أبداً ليونايتد، ولطالما بدت تكتيكاته وشخصيته مناسبة للأندية التي تخوض التحديات أكثر من الأندية العظيمة في كرة القدم.
ومع ذلك فإن تلك الشخصية هي التي كان من الممكن أن تحل أول مشكلة كبيرة واجهها يونايتد بعد فيرغسون إذ كان بإمكانه ملء الفراغ، وربما لم يكن مورينيو مناسباً للنادي أبداً لكن ربما كان عام 2013 هو اللحظة الوحيدة التي كان فيها الأمر منطقياً.
كان ذلك لأن فيرغسون سيطر نفسياً على يونايتد، ناهيك عن كرة القدم الإنجليزية، لدرجة أن النادي كان بحاجة إلى شخص كبير الحجم للتغلب على هذا وتغيير المناقشة.
كانوا في حاجة إلى شخص يضمن أنهم لا يفتقدون فيرغسون باستمرار، ومن الواضح أن مويس لم يكن كذلك، وغالباً ما بدا خائفاً من المنصب وإحدى القصص الشائنة جعلته يسأل يائساً “أين الإجابات؟” عند التحضير لمؤتمر صحافي.
لم يكن مورينيو في حاجة إلى الإجابات لأنها كانت لديه بالفعل، لقد كانت لديه أيضاً شخصية أقوى وتستطيع الصمود في وجه كل هذا.
كان بإمكان البرتغالي أن يهيمن على المناقشة، بل في هذا الأمر يمكن القول إنه أكثر من أي شيء آخر كان ما يحتاج إليه يونايتد على وجه التحديد بعد رحيل شخصية عملاقة مثل فيرغسون.
كان من الممكن أن يتجاوز مجرد السرد أو الشخصية، ربما كان من الممكن أن ينجح الأمر من حيث كرة القدم الخالصة أيضاً ولو لبعض الوقت في الأقل.
وعلى رغم جميع عمليات الطرد اللاحقة للاعبي الفريق الذي تركه فيرغسون، لم يكن يونايتد في حال سيئة، لقد كانوا الأبطال، وكان لاعبان فقط هما ريان غيغز وريو فيرديناند فوق سن 32 سنة في ذلك الموسم، وكان معظم الفريق بما في ذلك روبن فان بيرسي وواين روني في سن الذروة التي يعطيها مورينيو الأولوية.
ملف تعريف الفريق يشبه إلى حد كبير إنترناسيونالي الإيطالي إذ كان من الممكن بسهولة أن يكون نيمانيا فيديتش البالغ من العمر 32 سنة من نوع “المحارب” في وسط الملعب الذي يعشقه مورينيو تماماً، وكانت الفرقة بأكملها صلبة وقادرة على خوض المعارك الكروية.
كان مورينيو سيجلب تعاقدات أفضل من مروان فيلايني وبخاصة أنه ذهب ووقع مع سيسك فابريغاس لتشيلسي بعد عام، وكان من شأن ذلك أن يساعد في إطلاق التركيز الذي كان يمكن أن يمنع الشعور بالانجراف إلى الأدنى في النادي، وليس من المستبعد أن يكون مورينيو قد ضمن على الفور ذهاب يونايتد إلى الأعلى مجدداً والفوز باللقب مرة أخرى.
هذه هي الحال بصورة خاصة في موسم كان فيه المنافسون الرئيسون هم ليفربول بقيادة بريندان رودجرز الذي يسهل اختراقه ومانشستر سيتي بقيادة مانويل بيليغريني الذي لم يكن على مستوى غوارديولا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مورينيو نفسه كان أقرب بكثير إلى ذروته، لذا فأي نجاح وتتويج باللقب كان سيحول يونايتد على الفور عن مسار التعيين العشوائي للمدربين بما في ذلك ما حدث عام 2016.
كما هي الحال في كثير من الأحيان مع هذه الأنواع من التواريخ البديلة ومع ذلك من الصعب عدم فحص العوامل الأوسع ولا نزالن نعتقد أن النتيجة كانت ستنتهي بالطريقة نفسها.
حتى من خلال تعيين مورينيو عام 2013 ربما كان يونايتد قد أجل الحساب، وكانت هناك مشكلات في البنية التحتية في النادي تجاوزت أي مدرب، وهذا لا يعني أنه لا يمكن لأحد أن ينجح، ولكن بدلاً من ذلك كان يونايتد لا يزال في حاجة إلى إصلاح شامل لإعادة النادي إلى المستوى الذي ينبغي أن يكون عليه، فلا يمكن لبطولة أو اثنتين أن تحلا الأزمات التي كانت ستتجلى في مرحلة ما.
في 2016 كان الوضع أكثر سمية في يونايتد وبدا أن مورينيو لم يتحمل أي مكان قرب الصراعات كما حدث في تشيلسي (2015 – 2016)، كما كان موسمه الأخير في ريال مدريد موسماً كئيباً، وسلط الضوء على عدد من الصعوبات التي ستحدد النصف الثاني من حياته المهنية.
سئم اللاعبون من أسلوبه الصعب وتكتيكاته التفاعلية، وكانت هناك بالفعل علامات على أن تطور اللعبة الحديثة بدأ في جعل مورينيو جزءاً من الماضي وهذا هو السبب في أنه في تركيا الآن.
تشيلسي (2015 – 2016) ربما جاء ببساطة من مانشستر يونايتد (2014 – 2015)، والفترة الفعلية التي قضاها في “أولد ترافورد” شهدت انتقاده اللاذع لبعض اللاعبين الذين كانوا هناك في (2013 – 2014) وقليلون في يونايتد يتذكرون فترته باعتزاز، وعلى رغم أنها جلبت أعلى حصيلة نقاط منذ فيرغسون إضافة إلى لقبي كأس الرابطة والدوري الأوروبي في (2016 – 2017) فلا يزال الكثير يديرون أعينهم عند ذكره ويرتعدون من ذكرى أسلوب مورينيو الاستبدادي، وكان من الممكن أن ينتهي الأمر بشخصيته إلى تأثير سيئ بعدما كانت مقنعة في البداية.
الآن التاريخ يعيد نفسه في فنربخشة، الفريق التركي يفقد نقاطاً أكثر مما كان متوقعاً ومع كرة قدم دفاعية أكثر بكثير، وهناك تقارير عن غرفة ملابس تعاني “التعاسة واليأس” مع توقعات باللعب بمنظومة دفاعية تضم سبعة لاعبين.
ويزداد الأمر سوءاً منذ أن حصل النادي على 99 نقطة من خلال كرة قدم هجومية الموسم الماضي، ولم يفقد اللقب إلا بسبب تأخره بثلاث نقاط عن غريمه غلطة سراي.
لا يزال سحر مورينيو العتيق يظهر هناك، وبالطبع لا يزال الناس يعلقون كلماته، وإن لم يكن الأمر يتعلق بكرة القدم وبخاصة في البداية، فهذا ما يسمح له دائماً بمتسع للتأخر في تنفيذ الخطط، وإحدى النقاط التي تستحق التوضيح حول وصول يونايتد عام 2013 هي أنه ربما سمح للآخرين بمتسع مشابه.
كان بإمكان شخص آخر غير فيرغسون الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، مما يغير هذه الرواية التاريخية بأن النادي يجب أن يكون لديه دائماً بطريرك طويل الأجل، وكان من الممكن في الأقل أن يكون هناك ضغط أقل عن إريك تن هاغ وليس العبء الواقع عليه نفسه منذ لحظة تسلمه مهمات الوظيفة.
فوز يونايتد السبت على برينتفورد يعني في الأقل أن مباراة اليوم ليست كما كان يمكن أن تكون مباراة، وعروض فنربخشة المخيبة للآمال تعني أن هذا ليس ما كان يمكن أن يكون عليه من حيث ضغط مورينيو على ناديه السابق انتقاماً.
ثم مرة أخرى، كان من الممكن أن تكون تجربته بأكملها في “أولد ترافورد” مختلفة تماماً من حيث كيف ومتى بدأت.