“كافٍ لتدمير جميع سفينة حربية أمريكية في نورفولك”: “أسطول الظل” الصيني يثير القلق في واشنطن

موقع الدفاع العربي 10 يناير 2025: في خطوة وضعت بكين في موضع الاهتمام، قامت الولايات المتحدة بإدراج أكبر شركة شحن صينية، “كوسكو شحن القابضة” Cosco Shipping Holdings Co.، بالإضافة إلى اثنين من كبار شركات إنشاء السفن الصينية، مشيرة إلى علاقاتهم المحتملة مع جيش التحرير الشعبي (PLA)، وفقًا لتقرير بلومبرغ.
في قلب الجدل توجد شركة “كوسكو شحن القابضة”، العملاق البحري، الذي تم إدراجه الآن في قائمة الحظر في السجل الفيدرالي الأمريكي.
تشمل قائمة الحظر الشركات العاملة في قطاع الشحن، بالإضافة إلى القطاعات التقنية والطاقة في الصين، حيث تم إدراج شركات ضخمة مثل Tencent Holdings، وContemporary Amperex Technology، وعملاق النفط المملوك للدولة Cnooc Ltd، الذين أصبحوا الآن هدفًا للضغوط في واشنطن.
من الملاحظ أن Cosco وCnooc ليستا غريبتين عن العقوبات الأمريكية. ففي عام 2019، واجهت Cosco عقوبات نتيجة نقل النفط الإيراني، لكن تم رفع هذه العقوبات في 2020. وفي الوقت نفسه، كانت Cnooc من بين أولى الشركات الصينية المملوكة للدولة التي فرضت عليها العقوبات من قبل واشنطن، حيث تم إدراجها في قائمة البنتاغون السوداء في عام 2021.
وقد أشار تقرير لعام 2020 صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن COSCO هو “الذراع اللوجستي للبحرية الصينية”، مبرزًا دعمها العملياتي لبحرية جيش التحرير الشعبي في خليج عدن منذ عام 2008.
على الرغم من أن إدراج الشركات في قائمة الحظر لا يؤدي إلى تطبيق عقوبات فورية أو مباشرة، إلا أنه يشكل وسيلة ردع للشركات الأمريكية، حيث يثنيها عن التعاون مع تلك الشركات الصينية ويزيد من تصاعد التوترات الجيوسياسية المستمرة.
من اللافت للنظر، وفقًا لبومبرغ إنتلجينس، أن شركة Cnooc لا تزال تحافظ على وجودها في مشاريع الطاقة الأمريكية، بما في ذلك مشاريع الغاز الصخري والمياه العميقة، بالإضافة إلى بلوكات الاستكشاف في خليج المكسيك.
تُظهر هذه الخطوة تركيزًا أوسع على قطاع النقل البحري وبناء السفن في ظل القلق المتزايد بشأن البحرية الصينية، التي يُطلق عليها في كثير من الأحيان “قوة الظل”. وقد أسهم الاستخدام الاستراتيجي للأساطيل المدنية المدعومة عسكريًا في تصعيد التوترات، مما جعل الصين تحت مراقبة دقيقة من الولايات المتحدة بينما تزيد قدراتها البحرية السرية.
مع تزامن هذه التطورات مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أن التنافس البحري بين الولايات المتحدة والصين قد يشهد تصاعدًا ملحوظًا.
سيناريو سفينة طروادة
تشير هذه الإجراءات الأخيرة إلى زيادة اليقظة ضد استراتيجية الدمج المدني العسكري التي تتبعها الصين.
في أغسطس 2024، أثارت السفينة الضخمة COSCO Sakura، التي يبلغ طولها 366 مترًا، العناوين الرئيسية عقب أن رست في نورفولك، فيرجينيا، مارة بالقرب من قاعدة نورفولك البحرية، أكبر قاعدة بحرية في العالم، والتي تحتضن أصولًا أمريكية حيوية مثل الغواصات النووية وحاملات الطائرات.
هذه السفينة، القادرة على حمل أشد من 14,000 حاوية شحن، مملوكة لشركة COSCO Shipping، وهي كيان مملوك للدولة الصينية. تم إنشاء السفينة في 2018 بواسطة حوض إنشاء السفن جيانغنان، نفس المنشأة التي بنت سفن الحرب لبحرية جيش التحرير الشعبي وحاملة الطائرات الصينية الأخيرة، فوجيان. تمثل السفينة Sakura سياسة الدمج المدني العسكري الصينية.
وسلط توماس شوجارت، الزميل الكبير في مركز الأمن الأمريكي الحديث (CNAS) والضابط الماضي في البحرية الأمريكية، الضوء على المخاطر والضعف الاستراتيجي في سلسلة من المنشورات. وكانت تحليلاته حول قدرة السفينة على أن تكون حصان طروادة أشد إثارة للقلق.
وقال شوجارت: “إذا كانت 10٪ فحسب من تلك الحاويات تحتوي على ذخائر، يمكنها، على سبيل المثال، نشر 144 صاروخًا مجنحًا و252 طائرة مسيرة، وهو ما يكفي لتدمير جميع سفينة حربية في نورفولك، ويمكنها الوصول إلى الأهداف البرية من خلال وسط المحيط الأطلسي وما خلف واشنطن.”
يبرز هذا السيناريو المخاوف المتزايدة بشأن سياسة الدمج المدني العسكري الصينية، التي تدمج الصناعات المدنية مع العمليات العسكرية بصورة منظم.
شركة COSCO Shipping Lines Ltd، قسم من مجموعة COSCO المملوكة للدولة، هي مثال رئيسي لهذه الاستراتيجية. باعتبارها واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، تعمل الشركة عن كثب مع جيش التحرير الشعبي، حيث تدعم العمليات البحرية واللوجستية بصورة روتيني.
القوة البحرية الظلية الصينية
تقرير صدر في ديسمبر 2024 من “مركز الدراسات البحرية الصينية” التابع لكلية الحرب البحرية الأمريكية بعنوان “قوة الظل: نظرة داخل احتياطي بحرية جيش التحرير الشعبي” يسلط الضوء على هذه المخاوف المتزايدة.
ووفقًا للتقرير، يتكون “احتياطي” جيش التحرير الشعبي البحري من عنصرين رئيسيين: الاحتياطي البحري لجيش التحرير الشعبي والميليشيا البحرية.
معًا، يشكلان أصولًا استراتيجية، مما يعزز من نطاق العمليات البحرية للصين ومرونتها التشغيلية. يتيح هذا الاحتياطي للصين توسيع تأثيرها البحري والحفاظ على عمليات بحرية طويلة الأمد، مما يعزز بصورة فعال من قدرتها على تطبيق قوتها على الساحة العالمية.