قبل الكلاسيكو.. رافينيا سلاح برشلوني صناعة ألمانية

28 أكتوبر 2024 - 2:16 م

يعقد فريق برشلونة الأول لكرة القدم آمالًا عريضة في مواصلة الدولي البرازيلي رافاييل دياز، الشهير بـ«رافينيا»، تألقه اللافت الموسم الجاري، عندما يواجه ريال مدريد، السبت، لحساب الجولة الـ 11 من الدوري الإسباني، على أمل توسيع الفارق في الصدارة إلى ست نقاط، وتكبيد الغريم التقليدي خسارته الأولى.
ويعد رافينيا، البالغ من العمر 27 عامًا، ثاني أفضل هداف للفريق الموسم الجاري برصيد تسعة، بما في ذلك ثلاثية تاريخية ضد بايرن ميونيخ في الجولة السابقة من دوري أبطال أوروبا، وستكون هذه هي المواجهة الثامنة له ضد ريال مدريد في كل المسابقات، والخامسة في الدوري، التي يأمل أن يسجل فيها أول أهدافه.
التوهج الكبير الذي أظهره رافينيا الموسم الجاري لدرجة أن يصبح أحد قادة فريق المدرب الألماني الجديد هانسي فليك، كان تحولًا كبيرًا في رحلة كادت أن تنتهي ببيعه بعد موسمين من قدومه من ليدز يونايتد الإنجليزي، من أجل تغطية العجز المالي الذي يعانيه النادي الكاتالوني.
«كانت هناك عدة لحظات فكرت فيها في الرحيل، لم تكن الأشهر الستة الأولى لي هنا في برشلونة، التي سبقت كأس العالم، أفضل بداية لي في الموسم. كان هناك الكثير من الشك الذاتي، لدي عادة سيئة للغاية تتمثل في أنني كثير الانتقاد لنفسي، هذا الضغط دفعني إلى التفكير في حزم حقائبي والخروج»، هكذا اعترف البرازيلي الدولي رافينيا، جناح فريق برشلونة، في مقابلة حصرية مع شبكة «ESPN» نشرت الجمعة قبل مباراة ريال مدريد، السبت.
رافينيا كان يدرك أن الآمال التي وضعت عليه مقابل 58 مليون يورو، تبخرت سريعًا، فقد وصل في فترة مضطربة يعيشها النادي، وربما ما زالت آثارها باقية، ففشل في إيجاد نفسه وإظهار ما كان يقدمه مع ليدز يونايتد.
وأوضح رافينيا، في المقابلة: «بعد كأس العالم، كان هناك تحول كبير، حققت أرقامًا جيدة في ستة أشهر. لكن الموسم الماضي، بعد الإصابات التي عانيت منها، أراد النادي بيعي، والمشجعون أرادوا رحيلي، خطر ببالي أن أذهب إلى مكان أقل ضغطًا، لكن كرة القدم ليست ممتعة دون ضغوط».
لكن لم يعد سرًا أن برشلونة بات الآن أكثر تمسكًا بلاعبه الدولي، إذ بات لاعبًا محوريًّا وهدافًا وصانع ألعاب، واستعاد بريقه، بعدما سجَّل 5 أهداف وقدَّم 5 تمريرات حاسمة في 10 مباريات في الدوري، إلى جانب 4 أهداف وصناعته آخر في 3 مباريات بدوري الأبطال، منها هاتريك أمام بايرن ميونيخ «4ـ1»، وهو انتصار كسر سلسلة من 6 خسائر متتالية أمام العملاق الألماني.
التغيير الكبير في مستوى رافينيا، الذي خاض الأربعاء مباراته رقم 100 مع الفريق الكاتالوني، يعود بشكل خاص إلى المدرب فليك الذي أعاد اكتشافه من جديد بتكليفات غير مسبوقة، وثقة كبيرة وشارة قيادة.
وبمقارنة سريعة مع الموسمين الماضيين نجد أن رافينيا غير جلده تمامًا، مع اختلاف الرسم التكتيكي للمدربين تشافي هيرنانديز، وهانسي فليك، فالأول يفضل طريقة 4ـ3ـ3، ويستخدم رافينيا في مركز الجناح الأيمن بشكل خاص، أما الثاني فيلعب بـ4ـ2ـ3ـ1، وهو ما منح البرازيلي بعض الحرية في الحركة.
في موسمه الأول خاض رافينيا 50 مباراة بمجموع 2925 دقيقة «58.5 دقيقة للمباراة»، سجَّل خلالها 10 وصنع 12، وشغل مركز الجناح الأيمن 34 مباراة والأيسر 5 مباريات.
أما الموسم التالي فشهدت أرقام اللاعب تراجعًا بسبب الإصابات، إذ خاض 37 مباراة بمجموع 1950 دقيقة «52.70 دقيقة للمباراة». وسجَّل 10 وصنع 13. وتمركز في خانة الجناح الأيمن 22 مواجهة و11 في الأيسر، فيما لعب في خط الوسط مرتين «محور ومتقدم».
وفي الموسم الجاري شارك رافينيا في 13 مباراة، منها 3 في دوري الأبطال، 12 منها أساسيًّا وأحرز 9 وصنع 8. وبلغ مجموعة دقائق لعبه 1.073 «82.53 دقيقة لكل مباراة».
والاختلاف الأكثر وضوحًا هو تعدد استخدام فليك لرافينيا، إذ أشركه 5 مرات في مركز الجناح الأيسر، و3 مرات لاعب وسط مهاجم ولاعب وسط يسار، ومهاجم ثانٍ 3 مرات.
رافينيا نجح في تلبية متطلبات كل المهام التي أوكلت له في الشقين الهجومي والدفاعي، الأمر دفع فليك إلى الإشادة به في تصريحات صحافية عقب مباراة بايرن ميونيخ: «رافينيا بالنسبة لي مثال جيد عن كيف عمل الفريق.. هو لاعب يقدّم كل شيء في التدريبات والمباريات أيضًا، يلعب مع الكثير من القوة».
وأضاف: «إنه لاعب مهم جدًّا بالنسبة لنا.. يضغط رأيناه يسجل الأهداف أيضًا. إنه لاعب يتمتع بمهارات دفاعية وهجومية، مع قوة وديناميكية وبراعة».
ريفالدو، الأسطورة البرازيلية ونجم برشلونة السابق، أوضح أن رافينيا سيظهر معدنه الأصلي مع مدربه الألماني، وقال في تصريحات لصحيفة «موندو ديبرتيفو» الكاتالونية، الخميس «الثقة الذي أظهرها فليك فيه كانت حاسمة للغاية.. فلاعب بجودته يحتاج إلى ثقة المدرب.. تشافي شخص جيد، لكنني لا أعتقد أنه منحه الكثير منها».