“زوجة جيدة ورياضة منتظمة”.. الوصفة المثالية من مُعمر لحياة صحية | أسلوب حياة

4 يناير 2025 - 12:58 م

عندما كانت الشابة الإيطالية ليديا، في طريقها للتزلج في جبال الألب في ستينيات القرن الماضي، لم تكن تتوقع أن الجندي الأميركي ديفيد سكوت، الذي شاركها رياضة التزلج، سيكون شريك حياة تمتد لأكثر من 6 عقود، وتثمر 3 أبناء.

والآن تعيش ليديا البالغة من العمر 86 عاما، مع زوجها سكوت الذي تشاركه عشق الرياضة منذ تعارفهما، ويتمتع بصحة جيدة ويقترب عمره من 100 عام؛ في منزلهما بمدينة دوفر، بنيو هامبشاير، الولايات المتحدة.

في أواخر العام الماضي، تقع الجندي الأميركي، ديفيد سكوت (95 عاما الآن)، لمواقع عالمية مثل “فوكس نيوز” و”بزنس إنسايدر”، و”توداي”، عن عاداته في ممارسة الرياضة التي شكلت ركنا أساسيا من نمط حياته الصحي، قائلا “إن الرياضة تجعلني أشعر بالرضا، كما أنها مفيدة للعقل”.

فهو من رواد صالة الألعاب الرياضية بانتظام، حيث يمارس رياضة رفع الأثقال 3 مرات في الأسبوع، للحفاظ على قوة كتفيه وذراعيه وساقيه وعضلات بطنه؛ ويمشي أيضا عدة مرات في الأسبوع لتمرين القلب والأوعية الدموية.

إليك ما يجب معرفته عن هذه التجربة الملهمة لمعمر استطاع أن يعيش حياة طويلة بصحة جيدة، وأهم نصائحه.

اتبع نظاما غذائيا صحيا

يتناول سكوت وزوجته النظام الغذائي المتوسطي، المعروف بفوائده لصحة القلب والدماغ؛ وتتضمن قائمة الوجبات المطبوخة في منزلهم الكثير من الفواكه والخضروات، وبعض الدجاج والأسماك، والكثير من زيت الزيتون.

ويملك الزوجان حديقة يزرعان فيها الخضروات والجزر والكوسة والفاصوليا الخضراء وفول الصويا وبراعم بروكسل والبروكلي وجميع أنواع الأعشاب.

تقول ليديا سكوت التي تفخر بأنها الطاهية في المنزل، “نتناول الخضروات الطازجة طوال الصيف، وأصنع الكثير من الحساء، وأجمّده لفصل الشتاء”، وتضيف “أصنع أيضا مربى من جميع الفواكه التي نزرعها، وأجمّد الكثير من التوت للعصائر”.

النظام الغذائي المتوسطي معروف بفوائده لصحة القلب والدماغ (بيكسابي)

ولأن أطباق المعكرونة الغنية بالخضروات، تُعد جزءا لذيذا وصحيا من النظام الغذائي المتوسطي، يقول ديفيد سكوت “إن الطبق المفضل لديَّ هو الإسباغيتي التي تصنعها زوجتي الإيطالية”. أما بالنسبة للحلوى، فيحب سكوت الشوكولاتة الداكنة، الغنية بالبوليفينول، أو المركبات المفيدة التي تنتجها النباتات.

ومن أجل حياة طويلة مليئة بالصحة، ينصح سكوت -الذي توقف تماما عن شرب الكحول منذ حوالي 20 عاما- الآخرين “بالابتعاد عن الأغذية الدهنية”.

تزوج واختر زوجة جيدة

عندما سُئل عن سر طول عمره، سارع ديفيد سكوت إلى الرد قائلا: “زوجة جيدة”، وأضاف دون تردد: “إنها موجودة بقربي، وتعرف ما أحتاجه دائما”.

وقد وجدت دراسات أن الناس المتزوجين “يعيشون سنوات دون أمراض، أكبر بكثير من أقرانهم غير المتزوجين؛ حيث يتمتع الرجال بصورة خاص بالتأثيرات الصحية الوقائية للزواج”.

كما يميل الرجال المتزوجون إلى تناول الطعام بصورة أحسن، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية، والحصول على رعاية طبية؛ أشد انتظاما من الرجال غير المتزوجين أو المطلقين أو الأرامل، طبقًا لأبحاث حول تأثير الزواج على عافية الرجال، تناولها موقع “هارفارد هيلث”.

وأشارت إلى أن “الرجال الذين يعيشون مع زوجاتهم يعيشون عمرا أطول، ويتمتعون بصحة أحسن ممن لم يتزوجوا أبدا، أو الذين انتهت زيجاتهم بالطلاق أو الترمل”؛ وأنه “كلما طالت مدة زواج الرجل، زادت ميزة بقائه على قيد الحياة، مقارنة بأقرانه غير المتزوجين”.

وأوضح تقرير هارفارد هيلث، أن العديد من الدراسات التي أجريت على مدى السنوات الـ150 الماضية، بينت إلى أن “الزواج مفيد للصحة، وأن له تأثيرا على أمراض معينة، بما فيها الأمراض القاتلة الرئيسية، كأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان”.

فكر بإيجابية

تعتقد ليديا سكوت أن السر في طول عمر زوجها، ودوام زواجهما الطويل مستقرا، “هو امتلاك طريقة تفكير إيجابية، والتمتع بحس فكاهة جيد، وقبول الحياة كما هي، وعدم تواجد الكثير من الشكوى”.

وهو ما سبق أن أظهرته دراسة أجراها باحثون في كلية “هارفارد تي إتش تشان” للصحة العامة، وشملت ما يقرب من 160 ألف امرأة من مختلف الأعراق والأجناس في مرحلة ما عقب انقطاع الطمث.

وقد بينت إلى “أهمية تعزيز التفكير الإيجابي، لدوره في جني الفوائد الصحية، كما أكدت أن المتفائلين يعيشون عمرا أطول، ربما لأن التفاؤل “قد يساعد الناس على الحفاظ على عادات أشد عافية وتنميتها، وتنظيم عواطفهم أثناء الأوقات العصيبة”.

السر في طول العمر هو امتلاك طريقة تفكير إيجابية، والتمتع بحس فكاهة جيد، وقبول الحياة كما هي (شترستوك)

كن مغامرا

فقد ذهب سكوت إلى هارفارد في السادسة عشرة من عمره، وانضم إلى الجيش الأميركي في عام 1945 عندما كان عمره 17 عاما، ثم عاد إلى الجامعة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية ليتخرج بدرجة في الفلسفة اليونانية؛ ثم ذهب إلى كلية هارفارد للأعمال.

وعمل سكوت في العديد من الشركات قبل أن يقرر الانتقال إلى أوروبا. واختار إيطاليا لعشقه لرياضة التزلج، وهناك عمل في مصنع أميركي في ميلانو، دون أن يتوقع أن يلتقي مع زوجته المستقبلية على متن حافلة متجهة إلى منحدرات التزلج.

عاش سكوت في إيطاليا لمدة عقدين من الزمان، وسافر إلى المملكة العربية السعودية والكويت ونيجيريا، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ويكتب عن مغامراته في كاتب بعنوان “عشرون عاما في إيطاليا: كيف غيرت الأوبرا والتزلج حياتي”.

فروح المغامرة تشكل حافزا قويا للنمو والرفاهية، بما توفره من فرص فريدة لتنمية التفاعل مع الواقع، وتعزيز الوعي الذاتي، وإعادة معرفة متعة التعلم؛ “من أثناء الخبرة في تجاوز مناطق الراحة، واحتضان عدد من مغامرات الحياة الرائعة، ومواجهة التحديات الجديدة، والانخراط في العمل الشاق، والتغلب على عدم اليقين، وخوض تجارب غنية تمدنا بالطاقة”. كما يقول مايك روكر، عالم النفس والعضو المؤسس في الجمعية الدولية لعلم النفس الإيجابي.

حرك جسمك

ما زال سكوت يتذكر كيف تأثر عندما كان في العاشرة من عمره وقرأ مقالا في إحدى المجلات عن بطل في رياضة كمال الأجسام، وقرر أن يكون قويا عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، وأصبح يحب الرياضة دائما، ولعب كرة القدم والمصارعة في الكلية.

وبالإضافة إلى حبهما رياضة التزلج على الجليد، مارست زوجته ليديا سكوت المبارزة وكانت في إطار الفريق الإيطالي. وفي السنوات اللاحقة، مارست التاي تشي والتشي غونغ، وهي تمارين تعمل على تعزيز الرابطة بين العقل والجسد.

تقول ليديا “ممارسة الرياضة مهمة جدا في عائلتنا، فقد كنا دائما نمارس العديد من الرياضات، وأطفالنا أيضا يحبون الرياضة كثيرا”.