رماد بركاني قديم على المريخ يفتح آفاقا في البحث عن حياة فضائية

6 يناير 2025 - 11:32 ص

شفقنا – أفادت دراسة أن الحطام الناتج عن الانفجارات البركانية القديمة على المريخ قد يقدم أدلة حديثة في البحث عن حياة فضائية.

فهذه الصخور التي تم اكتشافها مؤخرا منتشرة في موقع هبوط مهمة المريخ المستقبلية المقرر إطلاقها في عام 2028.

وباستخدام بيانات الأقمار الصناعية، خلص الباحثين إلى أن هذه الصخور قد تكون ناتجة عن انفجارات بركانية قديمة حدثت على المريخ، حيث تم قذف الرماد البركاني إلى الغلاف الجوي للكوكب، وهذا الرماد ربما انتقل من خلال الغلاف الجوي لمسافات بعيدة، قبل أن يسقط على سطح الكوكب، ويترك وراءه طبقات من الصخور التي يمكن دراستها الآن.

ويعتقد الفريق أن الرماد بقي محافظا عليه في مناطق منخفضة داخل فوهات صدمية نتيجة اختلاطه بالمياه الجوفية، ما ساعد على الحفاظ على الصخور الغنية بالمعادن التي قد تحتوي على علامات محتملة للحياة.

وقالت إيما هاريس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وهي طالبة دكتوراه في التاريخ الجيولوجي للمريخ في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، في بيان: “لا توجد براكين معروفة في هذا الموقع، ما يعني أن الرماد ربما جاء من مئات أو ربما حتى آلاف الكيلومترات. ومن المحتمل أن يكون قد جاء من بركان متفجر أطلق الرماد عاليا في الغلاف الجوي وسافر هذه المسافة الضخمة قبل الاستقرار في هذا الموقع”.

ويعتقد الباحثين أن الصخور الداكنة ربما كانت تحمي الصخور الغنية بالمعادن الموجودة تحتها، وهذه الصخور الغنية بالمعادن هي التي لديها القدرة على الحفاظ على علامات الحياة. ومع ذلك، لا يعرف سوى القليل عن كيفية تشكلها بالفعل.

ولمعرفة المزيد عنها، رسم مؤلفو الدراسة خريطة لمنطقة تبلغ مساحتها 19300 ميل مربع (50000 كم مربع) باستخدام بيانات كاميرا Context Camera المثبتة على متن “مستكشف المريخ المداري” (NASA’s Reconnaissance Orbiter)، التابع لوكالة ناسا، والذي يستفسر عن أدلة على تواجد مياه قديمة على المريخ منذ عام 2006.

ويفترض الباحثين أن الصخور الداكنة كانت تغطي الموقع كلياً في الماضي، لكنها الآن موجودة فحسب في مناطق صغيرة. ويرجحون أن المسبب في ذلك هو أن الرماد البركاني قد حوفظ عليه في المناطق القليلة داخل فوهات الاصطدام، حيث اختلط بالمياه الجوفية.

وأوضحت هاريس قائلة: “التفسير المحتمل لموقع هذه الصخور هو أن المياه الجوفية كانت تصعد من داخل قشرة المريخ لتمتلئ بها قيعان فوهات الاصطدام. وعندما سقط الرماد على هذه البقع المملوءة بالمياه، جعلها أشد لزوجة وتماسكا. بينما تطايرت بقية طبقات الرماد التي سقطت على الصخور المحيطة ولم يتم الحفاظ عليها”.

ويأمل الفريق في معرفة المزيد عن الموقع المعروف باسم Oxia Planum، بمجرد وصول مهمة مركبة ExoMars Rosalind Franklin في عام 2028. ولا يمكن للمركبة القيادة على الصخور الداكنة لأنها متعرجة للغاية، لكن الباحثين يشيرون إلى أنها يمكن أن تصل إلى الصخور الغنية بالمعادن على حواف الرواسب.

انتهى.