دمج المدارس.. وعجز المعلمين!! – جريدة المدينة
في اللَّبنةِ الأُولَى مِن التَّعليمِ، عندمَا كُنَّا صِغارًا، كانَ النَّصيبُ الأوفرُ لملءِ مدارسِنَا مِن الكادرِ التعليميِّ؛ أشقاؤنَا المدرِّسُونَ مِن الدُّولِ العربيَّةِ المجاورةِ، فكانتِ الأغلبيةُ مِن جمهوريَّةِ مصر العربيَّة، ومِن بلادِ الشامِ والعراقِ أيضًا، وكانَ المعلِّمُ السعوديُّ يشكِّلُ نسبةً ضئيلةً مِن الكادرِ التعليميِّ.وبفضلِ جهودِ دولتِنَا المباركةِ، التِي أرسَى قواعدَهَا المتينةَ الملكُ المؤسِّسُ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيَّب اللهُ ثراهُ- بدأتِ النهضةُ التعليميَّةُ علَى مستوَى الشَّبابِ والشَّاباتِ، حتَّى باتتْ لدينَا أفضلُ الجامعاتِ، وبكافَّةِ التخصصاتِ التعليميَّةِ، وأصبحَ لدينَا فائضٌ مِن المعلِّمِينَ والمعلِّماتِ، بلْ إنَّنا ابتعثنَا معلِّمينَا لبعضِ الدُّولِ ببعضِ التخصُّصاتِ لتدريسِ طلابِها ضمنَ التعاونِ معَ هذهِ الدولِ.
الغريب، أنَّ هناك خبرًا نُشر منذ وقتٍ قريب -مصدره وزارة التعليم- عن دمج بعض المدارس لعجز بالمعلِّمين.. فهل العجز ناجم عن عدم التعيين، أم عدم توفر المعلِّمين والمعلمات؟!..
الجواب: هناك آلاف المتقدمين لوظائف المعلمين بكافة التخصصات، وبالمفاضلة يتم تعيين المعلمين والمعلمات!!.. إذًا اللوم يقع على الوزارة، التي لا تلبي احتياجات مدارسنا!!.
* خاتمةٌ:
دمجُ المدارسِ يؤدِّي إلَى مصاعبَ لدَى المعلِّمِ والمعلِّمةِ، وبيئةِ الفصلِ الذِي يحوِي 40 طالبًا وأكثرَ غيرَ صالحةٍ لتلقِّي التعلُّمِ، حيثُ إنَّ المخرجاتِ ستكونُ ناقصةً، وخاصَّةً بالمراحلِ الابتدائيَّةِ والمتوسطةِ!!.
فِي كلِّ الأحوالِ، لابُدَّ ألَّا يتجاوزَ العددُ فِي الفصلِ الواحدِ الـ٢٥ طالبًا وطالبةً.. إذًا، مَا الحلُّ؟!
فتحُ مدارسَ جديدةٍ ولو كانتْ مستأجرةً، أرحمُ مِن دمجِ مدرسةٍ بأُخْرَى قائمةٍ تضمُّ بينَ فصولِهَا 40 طالبًا فأكثرَ، وينتجُ عَن ذلكَ، ألَّا يعرِفَ المعلِّمُ أسماءَ طلابِهِ بالفصلِ!!.