المعارضة التونسية تهاجم “هدية العراق” من القمح: لا تكفينا 5 ايام

العرب ديلي بريس/ أثار خبر تبرّع الحكومة العراقية بخمسين ألف طن من القمح لتونس
جدلاً سياسياً داخل الدولة، إذ اعتبرت المعارضة ذلك محاولة لإقناع الرئيس قيس سعيّد
بحضور القمة العربية، المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري، خاصة أنه نادراً ما
يشارك في قمم دولية، أو يقوم بأنشطة خارج البلاد.
وبهذا الصدد قال رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني طبقًا لتصريحات اوردتها
صحيفة “القدس العربي” وتابعتها وكالة العرب ديلي بريس، إن “مجلس وزراء
حكومة العراق الشقيق يتبرع بكمية 50 ألف طن من القمح لتونس، عشية القمة العربية
ببغداد، وتعبير عن رغبته في إنجاح القمة بتأمين أعلى حضور دبلوماسي ممكن من نظرائه
العرب، ومن بينهم نظيره التونسي”.
واضاف ان “هذا يتزامن مع حملة مناشدة في صفوف أنصار رئيس الجمهورية
التونسي لإثنائه عن قبول الدعوة للمشاركة في القمة وملازمة الغياب، وبصرف البحث عن
دوافع التبرع العراقي المشكور، والجهة المتكفلة بتمويله، فإنه من المؤسف أن تتحول
تونس من بلد يستقطب تبرعات الكتب إلى بلد منكوب يستقطب تبرعات القمح”.
بدوره قال ماهر العباسي، القيادي الماضي في حزب “تحيا تونس”، أن
“ثمن القمح الذي تبرع به العراق لتونس يساوي 15 مليون دولار، ميزانية تونس
لعام 2025 تساوي 20 مليار دولار، أي أن قيمة التبرع تمثل بالضبط 0.075 بالمئة من
ميزانية البلاد، تمامًا كما لو كانت ميزانيتك 12 مليونًا، وتبرع لك صديقك بتسعة
دنانير، ثم نشر إعلانًا رسميًا في وسائل الإعلام حول هذا الموضوع”.
ووجه العباسي حديثه الى الرئيس قيس سعيّد قائلاً: “إذا أردت الذهاب
إلى العراق وحضور القمة، فهذا شأنك، لكن لا تقبل هذه الهدية التي لا تساوي سوى
خمسة أيام من استهلاكنا اليومي من الحبوب”.
من جهته بين المحامي والناشط السياسي نجيب الحمامي، أنه “عقب استقلال
تونس سنة 1956، كانت العلاقات العربية، وخاصة مع العراق، تقوم على دعم المشاريع
الثقافية والتعليمية، حيث أرسل العراق كتبًا جامعية ومدرسية دعمًا لبناء نظام
تعليمي تونسي حديث، كان هذا الدعم يعكس روحًا قومية عربية تؤمن بأن نهضة الأمة
تبدأ من العقل والمعرفة، أما هذا اليوم، وبعد عقود من الحكم المتعاقب، فقد تغيّر
المشهد تمامًا؛ فالعراق، الذي كان يمدّ تونس بالأدوات الفكرية والعلمية، أصبح يرسل
لها القمح، في تحوّل رمزي يعكس التدهور الخطير الذي تعيشه تونس على جميع
الأصعدة”.
هذا وقرر مجلس الوزراء العراقي، يوم الثلاثاء 6 مايو/ أيار 2025، التبرع
للجمهورية التونسية بكمية 50 ألف طن من القمح (القمح)، هديةً من الشعب العراقي إلى
الشعب التونسي، في إطار دعم العراق للدول العربية.