الإطار التنسيقي يكشف سبب عدم تهنئة العراق بتولي الشرع رئاسة سوريا

العرب ديلي بريس/ كشف الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية، الحاكمة
في العراق، يوم الاثنين، عن سبب عدم تهنئة الحكومة العراقية لأحمد الشرع لتسلمه
رئاسة سوريا منذ أيام.
وقال القيادي في الإطار محمود الحياني، لوكالة العرب ديلي بريس، إن “العراق
لم يقدم التهاني إلى أحمد الشرع، لتسلمه رئاسة سوريا، نتيجة تواجد ملاحظات وإشكاليات
على الشرع نفسه وكذلك بحق أشخاص آخرين في إطار حكومته خصوصاً وأن عليهم قضايا إرهابية
داخل العراق، وكانوا مع الإرهاب ضد العراق والعراقيين أثناء السنوات الماضية”.
وأضاف الحياني، أن “العراق ليس ضد تغيير النظام في سوريا اطلاقاً،
وانما لديه ملاحظات على عدد من شخوص هذا النظام، وعدم التهنئة لا يعني القطيعة
الدبلوماسية ما بين بغداد ودمشق، بل الرابطة دائمة وهناك تواصل دائمة خاصة بما
يتعلق بالجانب الأمني لتأمين الحدود وإبعاد أي مخاطر إرهابية عن العراق أثناء
الفترة المقبلة”.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، يوم الأربعاء الماضي (30 كانون الثاني
2025)، تعيين الشرع رئيسا للبلاد في الفترة الانتقالية، وذلك عقب أقل من شهرين
على الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
وفوضت إدارة العمليات العسكرية في سوريا الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت
يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم ودخوله حيز التنفيذ.
ولم تصدر أي جهة نيابية أو حكومية أو رئاسية في العراق حتى الآن تهنئة
لأحمد الشرع بتوليه رئاسة سوريا في الفترة الانتقالية، في وقت سارعت فيه عدة دول
عربية وإقليمية إلى تهنئته.
فقد أعلنت جميع من مصر، فلسطين، الأردن، الصومال، السعودية، الإمارات، قطر،
الكويت، البحرين، سلطنة عمان، السودان، اليمن وتركيا دعمها للقيادة الجديدة في
دمشق.
وفي 20 كانون الأول 2024، أعلن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني،
عن استئناف عمل البعثة الدبلوماسية العراقية في دمشق، مؤكدًا أن العراق ليس ضد
التواصل مع الإدارة السورية الجديدة طالما يصب ذلك في مصلحة استقرار سوريا
والمنطقة.
وفي وقت سابق، أشار تقرير لمعهد ستيمسون الأمريكي، بترجمة وكالة العرب ديلي بريس،
إلى أن العراق وإقليم كوردستان يمتلكان فرصة للعب دور إنشاء في سوريا ما عقب الأسد،
من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية وتشغيل خط النفط العراقي-السوري،
والمساهمة في الساحة الكوردية السورية.
وحذّر التقرير من أن الانتقال السياسي في سوريا قد يكون من الأصعب في
التاريخ الحديث، مع مخاطر انزلاق البلاد إلى حرب أهلية حديثة بتداعيات إقليمية
واسعة.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “ديلي صباح” التركية أن توجد إمكانية
لتعاون عراقي-تركي-سوري في مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن نجاح هذا التعاون يعتمد
على موقف بغداد تجاه الحكومة السورية الجديدة وحزب العمال الكوردستاني.