اختياريةٌ كلياً! مطور Kingdom Come: Deliverance 2 يؤكد تواجد أجندات وتنوع!

21 يناير 2025 - 12:16 م

أثارت لعبة Kingdom Come: Deliverance 2 التي ستصدر قريبًا جدلًا واسعًا على شبكات الإنترنت عقب أن أفادت مصادرنا الخاصة أن اللعبة سيتم حجبها داخل المملكة العربية السعودية لأسباب تتعلق بالأجندات.

في حال تم الحجب، فسيكون عادةً من قبل الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، وهي الجهة الوحيدة المخولة لاتخاذ مثل هذه الأحكام، والتي تعمل على مراقبة جميع مقدمي خدمات البث والمحتوى الإعلامي للتأكد من تقيدهم بالأنظمة وتنفيذ شروط وأحكام التراخيص الصادرة لهم، وتوفير مجموعة من الفوائد المجتمعية مثل مساعدة البالغين على اختيار التصنيف المناسب لهم وللأطفال الذين هم في رعايتهم وذلك لحمايتهم من التعرض للمواد التي تسبب لهم ضرراً أو إزعاجاً، بالإضافة إلى توفير معلومات كافية عن المصنفات، وتأكيد احترام القيم المجتمعية والمبادئ العامة والمعايير التي تحكم المحتوى الإعلامي في المملكة طبقًاً للأنظمة.

 لدى الهيئة خمسة تصنيفات رئيسية خاصةً بألعاب الفيديو، أما التصنيف +18 أي ألعاب مناسبة لعمر 18 فما فوق، فهو أقصى ما يسمح به للكبار من ألعاب تحتوي على مشاهد عنيفة جداً مثل التعذيب وتقطيع أجزاء الجسم بتفاصيل دقيقة، بالإضافة إلى عرض استعمال المخدرات والسجائر أو المشروبات الكحولية.

عاجل ورسمي:

حظر لعبة Kingdom Come Deliverance Il في السعودية، نتيجة تواجد مشاهد شذوذ غير قابلة للتخطي في طور القصة ❌❌❌ pic.twitter.com/81XofFEGsD

— ڤيديو جيمز فور عرب | VGA4A (@VGA4A) January 14, 2025

الأسباب المتوقعة لحجب لعبة Kingdom Come: Deliverance 2

باشرت الهيئة أعمالها في فحص الألعاب في عام 2016، حيث كانت آنذاك تخطو خطواتها الأولى في عالم التنظيم، وتضع اللبنات الرئيسية لمهامها الجسيمة.

كانت الهيئة تُكثف جهودها في رسم خارطة طريقها ووضع الأطر التنظيمية التي ستشكل مستقبل الإعلام في المملكة، لذلك فإن الجدل المُثار حول الجزء الثاني من اللعبة يأتي في وقت أشد نضجًا واحترافية ورقابة للهيئة، التي أصبحت الآن تمتلك من الخبرة والأدوات ما يمكنها من التعامل مع مثل هذه القضايا بصورة أشد تأثيرًا.ا

وقد نشغلت المواقع الأجنبية العالمية بالخبر الذي شاركناه من خلال مصادرنا التي أكدت حجب اللعبة، حيث تناقلته كبرى المواقع والمنتديات المتخصصة في ألعاب الفيديو، مما أدى إلى اشتعال فتيل الجدال بين مطوري اللعبة واللاعبين على حدٍ سواء، مطالبين بتأكيد من مطوري اللعبة.

وأعرب العديد من اللاعبين، خاصةً داخل المجتمعات الغربية، عن خيبة أملهم من فرصة احتواء اللعبة على مشاهد “شذوذ” أو إجبار اللاعبين على مشاهدة بعضها بصورة إجباري، أو السماح بتصميم شخصيات “جندرية” حتى أن عددًا كبيرًا منهم أعلنوا عن إلغاء طلباتهم المسبقة للعبة احتجاجًا على ما اعتبروه تطبيقًا لأفكار غير مرغوبة.

وفي المقابل، شككت عدد من المواقع الإعلامية في دقة الخبر بحجة أنهم قاموا بتجربة اللعبة وأنها لا تحتوي على مشاهد من هذا النوع، وبطبيعة الحال، يجيد الإعلام استغلال مثل هذه الأحداث المثيرة للنقاش، فبين التحليلات وطرح التساؤلات حول دوافع الحجب وتأثيراته المحتملة، ازدادت حدة الجدل وأدى إلى انقسام واضح في آراء اللاعبين حول العالم، وإن كان في معظمها يميل الى صالح عدم احتواء اللعبة على لقطات “أجندات” أو إجبارهم على خوض مغامرة.

وبهذه المناسبة، سيكون شرف لنا أن نسلط الضوء على قوانين هيئة المرئي والمسموع السعودية، وهنا نتحدث عن قسم “تصنيف الألعاب الإلكترونية” حيث يتم حجب اللعبة عادةً إنشاءً على 3 مخالفات وهي إما احتواء المنتج على إساءة للدين الإسلامي، أو أجندات تعرفونها جيدًا، أو مشاهد جنسية صريحة.

Daniel Vávra كاتب Kingdom Come: Deliverance 2 يعلق على الجدل المُثار حول اللعبة

وفي خضم الجدل المُتنامي حول حجب لعبة Kingdom Come: Deliverance 2 في المملكة العربية السعودية، خرج Vávra وهو كاتب ألعاب الفيديو التشيكي والمشارك في تطوير اللعبة، ومعروف عن شخصيته المثيرة للنقاش، وكان لديه سوابق ضد الدين الإسلامي في احدى تغريداته، وكذلك اتهامه لأحد متابعيه بأنه نازي، فقد خرج عن صمته ليدافع عن اللعبة.

Vávra معروف عنه عمله على سلاسل ألعاب شهيرة مثل Mafia و Kingdom Come Deliverance، وقد لجأ مؤخرًا إلى منصة X (تويتر سابقًا) للرد على الادعاءات المتعلقة بوجود “مشاهد مثلية غير قابلة للتخطي” في اللعبة، بالإضافة إلى موضوع حظرها في السعودية “بصورة مبطن” إلا أن توضيحاته تضمنت أمورًا مبهمة، ولكنها في نفس الوقت كانت اعترافًا صريحًا بوجود عناصر “شذوذ” في حكاية اللعبة.

يُذكر أن Vávra قد نشر سلسلةً من 10 تغريدات بين فيها أن جميع العلاقات العاطفية في اللعبة “اختيارية كلياً”! ولكن على الرغم من هذا الطرح وإن كان اختيارًا، فنحن ما نزال في نفس الدائرة، ويثير هذا الموضوع إشكاليةً جوهريةً حول تأثير المحتوى الاختياري على الأعراف والتقاليد، وإن كانت محادثات، فكيف سيتم تخطي المحادثة لأحد قد يخطئ في الاختيارات أو لاعب قد لا يجيد اللغة الإنجليزية، هذا في حال لم تحتوي مشهد سينمائي.

فمن الناحية النظرية، قد يبدو المُحتوى الاختياري عند البعض أقل ضررًا من المحتوى الإجباري، لكن في الواقع فإن مجرد إتاحة هذا الخيار، حتى لو لم يكن إجباريًا، يشكل تطبيعًا تدريجيًا لأفكارٍ قد تتعارض مع الأعراف والتقاليد السائدة في مجتمعاتنا، وقوانين الهيئة المستندة إلى أنظمة الدولة، ويصبح هذا التأثير أقوى مع الألعاب ذات الشعبية الكبيرة، مثل Kingdom Come: Deliverance، التي تحاكي محيطً واقعيةً وتقدم للاعب حريةً كبيرةً في إصدار الأحكام.

تهدف قوانين الهيئة المعلنة إلى تنظيم المحتوى الإعلامي وضمان ملاءمته للمبادئ المُجتمعية، وبالتالي فإن مجرد تواجد علاقات عاطفية مثلية في اللعبة، حتى لو كانت اختيارية، قد يشكل سببًا كافيًا لمنعها، استنادًا إلى موادٍ في نظام الهيئة تنص على الحد من المحتوى الذي يخالف النظام العام أو القيم الدينية والأخلاقية أو الآداب العامة، أو يضر بمصلحة الدولة.

الكاتب Vávra أكد من أثناء سلسلة تغريداته، أن تواجد شخصيات مثلية يعكس التنوع الذي كان موجودًا في أوروبا في القرن الخامس عشر، كما أكد أن اللعبة لا تهدف إلى الترويج لأي أجندة، وأن الشخصيات المثلية موجودة بالفعل في الجزء الأول من اللعبة.

وأخيرًا، قال الكاتب أن اللاعب مسؤول عن قراراته، مؤكدًا أن Kingdom Come: Deliverance 2 هي لعبة RPG، وأن اللاعب مسؤول عن قراراته! فإذا أراد اللاعب أن يجرب شخصية “هنري” مغامرةً من نفس الجنس، فهو حر في ذلك! وإذا لم يرغب، فلن يجبر على ذلك! جميع العلاقات (كما كان الحال في الجزء الأول) اختيارية تمامًا!

ويبقى أن نرى كيف ستُؤثر هذه التطورات الأخيرة على مستقبل اللعبة وردود الأفعال العنيفة التي واجهها من اللاعبين، وهل ستقدم الشركة المطورة على أي تعديلات أثناء الشهر المتبقي من إصدارها رد فعلً للنقاش المثار.

توجد من يحاول إعادة صياغة السرديات وتمرير أفكاره

يلاحظ أحيانًا أن عدد من الأفراد، مدفوعين بآراء ضيقة وتوجهات مشبوهة يبدون استعدادهم للوقوف مع أجندات تثير الجدل، بل ويحاولون تقليل وطأتها وتقديمها للمجتمع السعودي في ثوب مقبول، وقد يرجع ذلك إلى ميول نفسية شخصية مرضية لديهم نحو تلك الأجندات، أو رغبة في إثبات وجهة نظر معينة بغض البحث عن ملاءمتها للقيم المُجتمعية السائدة.

المفارقةُ هنا أن هذه الأصوات التي تحاول تطبيق أجندات تُثير الجدل لا تأتي من فراغ، بل هي في كثير من الأحيان تنبع من داخل مجتمعاتنا ذاتها، فبينما يعارض قسم كبير من المجتمع الغربي وبصوت عال هذه التوجهات ووقف ضدها كما شهدنا في هذه اللعبة وألعاب اخرى فشلت نتيجة ذلك، خاصةً فيما يتعلق بالمحتوى المقدم للأطفال والمراهقين في الألعاب، نجد في المُقابل أشخاصًا من داخل مجتمعاتنا يحاولون تبريرها وتخفيف وطأتها، متناسين أن القيم الأصيلة لا تتجزأ باختلاف الجغرافيا.

يسعى هؤلاء غالبًا إلى إعادة صياغة السرديات وتجميل الأفكار المثيرة للنقاش، متجاهلين أحيانًا التأثيرات المحتملة على النسيج الاجتماعي والقيم المتعارف عليها، ويمكن ملاحظة ذلك من أثناء محاولاتهم المتكررة لفرض نقاشات حول مواضيع حساسة، مستخدمين أساليب ملتوية لتمرير أفكارهم، أو من أثناء دعمهم لشخصيات أو جهات تروج لأجندات تخالف العرف والتقاليد.